هل يوجد في موروثنا الروائي ما يدل على وجود كائنات بايلوجية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله تعالى في كتابه ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ... ) هل يوجد في موروثنا الروائي ما يدل على وجود كائنات بايلوجية مادية في الكون الشاسع تشبه الانسان أو أناس مثلنا وهل تقصد هذه الايه أن في كل سماء من السماوات السبع توجد أرض مع الشكر والامتنان

الجوابُ:

لابدَّ أن نقفَ أوّلاً على تفسيرِ هذهِ الآيةِ قبلَ التطرّقِ للموروثِ الروائيّ فيما يتعلّقُ بوجودِ كائناتٍ غيرِ الإنسان في هذا الكونِ الشاسع، قالَ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا) فالآيةُ كما هوَ واضحٌ ليسَت في مقامِ إثباتِ أو نفي وجودِ كائناتٍ حيّةً في عوالمَ غيرَ الأرض، وإنّما هيَ في مقامِ بيانِ قدرةِ الله تعالى الذي خلقَ السماواتِ والأرض، والذي يؤكّدُ ذلكَ أنَّ الرواياتِ التي جاءَت في تفسيرِ هذه الآيةِ لم تتطرّق لوجودِ كائناتٍ حيّةٍ في غيرِ عالمِ الأرض، ولا يمنعُ ذلكَ مِن وجودِ رواياتٍ أخرى بعيدةٍ عن تفسيرِ هذه الآيةِ فيها إشارةٌ لوجودِ عوالمَ أخرى سوفَ نتطرّقُ لها في آخرِ الإجابة، أمّا في تفاسيرِ أهلِ السنّة فهناكَ رواياتٌ مُفسّرةٌ لهذهِ الآيةِ تشيرُ بشكلٍ واضحٍ على وجودِ عوالمَ غيرِ عالمِ الإنسان، حيثُ جاءَ في تفسيرِ الطبري قولهُ: حدّثني عمرو بنُ عليّ ومحمّدٌ بنُ المُثنّى، قالا ثنا محمّدٌ بنُ جعفر، قالَ: ثنا شعبةُ، عن عمرو بنُ مرّة، عن أَبي الضّحى، عن ابنِ عبّاس، قالَ في هذهِ الآية: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرضِ مِثلَهُنَّ) قالَ عمرو: قالَ: في كلِّ أرضٍ مثلَ إبراهيم ونحو ما على الأرضِ منَ الخلقَ. وقالَ ابنُ المُثنّى: في كلِّ سماءٍ إبراهيم.

ويقولُ: حدّثنا بشرٌ، قالَ: ثنا يزيد، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قولهُ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرضِ مِثلَهُنَّ) خلقَ سبعَ سماواتٍ وسبعَ أرضين في كلِّ سماءٍ مِن سمائِه، وأرضٍ مِن أرضِه، وخلقٍ مِن خلقِه وأمرٍ مِن أمره، وقضاءٍ مِن قضائِه.

هذا ما وقَفنا عليهِ مِن رواياتِ أهلِ السنّةِ في تفسيرِ هذهِ الآية وهيَ تشيرُ إلى ما ذكرَهُ السائلُ مِن وجودِ كائناتٍ غيرِ الإنسان في عوالمَ أخرى، أمّا في رواياتِ أهلِ البيت فلم نجِد مِن بينِ الرواياتِ المُفسّرة لهذهِ الآية إشارةٌ لتلكَ العوالم، وما هوَ موجودٌ مِن رواياتٍ في هذا الخصوصِ لم يأتِ كتفسيرٍ لهذهِ الآية.

ولتفسيرِ هذهِ الآية نكتفي بما جاءَ في تفسيرِ الأمثل لكونِه يشتملُ على تفصيلٍ واضحٍ وميسّرٍ لهذهِ الآية، حيثُ يقول: "هذهِ الآيةُ هيَ آخرُ آيةٍ مِن سورةِ الطلاق، وفيها إشارةٌ مُعبّرةٌ وصريحةٌ إلى عظمةِ وقدرةِ البارئ جلَّ شأنُه في خلقِ السماواتِ والأرض وبيانِ الهدفِ النهائيّ للخلق، ثمَّ تكملُ الآيةُ الأبحاثَ التي وردَت في الآياتِ السابقةِ حولَ الثوابِ العظيم الذي أعدَّهُ اللهُ للمؤمنينَ المُتّقين، والعهودِ التي قطعَها على نفسِه لهم فيما يخصُّ حلَّ مشاكلِهم المُعقّدة. إذ منَ الطبيعيّ أنَّ الذي أوجدَ هذا الخلقَ العظيم له القدرةُ على الوفاءِ بالعهودِ سواءٌ في هذا العالمِ أو العالم الآخر.

يقولُ تعالى أوّلاً: اللهُ الذي خلقَ سبعَ سماواتٍ ومنَ الأرضِ مثلهنَّ.

بمعنى أنَّ الأرضينَ سبعٌ كما السّماواتُ سبع، وهذهِ هي الآيةُ الوحيدةُ التي تشيرُ إلى الأرضينَ السّبع في القرآنِ الكريم.

والآن لنرى ما هوَ المقصودُ منَ السّماواتِ السبع والأرضينَ السبع؟

مرَّت أبحاثٌ مطوّلةٌ في هذا المجالِ في ذيلِ الآية (29) مِن سورةِ البقرة، وفي ذيلِ الآية (12) مِن سورةِ فُصّلت، لذا نكتفي هُنا بإشارةٍ مُقتضبةٍ وهي:

إنّهُ منَ المُمكنِ أن يكونَ المُرادُ مِن عددِ (7) هوَ الكثرة، فكثيراً ما وردَ هذا التعبيرُ للإشارةِ إلى الكثرةِ في القرآنِ الكريم وغيرِه، فنقولُ أحياناً للمُبالغةِ لو أتيت بسبعةِ أبحُرٍ لما كفَت.

وبناءً على هذا فسيكونُ المقصودُ بالسّماواتِ السبعِ والأرضينَ السبع هوَ الإشارةَ إلى العددِ العظيم والهائلِ للكواكبِ السماويّةِ والكواكبِ التي تشبهُ الأرض.

أمّا إذا اعتبَرنا العددَ سبعةً هوَ لعددِ السّماواتِ وعددِ الأرضين، فإنَّ مفهومَ هذه الآيةِ معَ الالتفاتِ إلى الآية (6) مِن سورةِ الصافّات التي تقول: إنّا زيّنّا السّماءَ الدّنيا بزينةِ الكواكبِ سيكونُ شيئاً آخر، وهوَ أنَّ علمَ البشرِ ومعرفتَه مهما اتّسعَت فهيً محدودةٌ ومتعلّقةٌ بالسماءِ الأولى التي توجدُ وراءَها ثوابتُ وسيّاراتٌ ستّةٌ هيَ عبارةٌ عن العوالمِ الأخرى التي لا تتّسعُ لها معرفتُنا المحدودة ولا ينالها إدراكنا الضيّق.

أمّا الأرضينَ السبع وما حولَها، فربّما تكونُ إشارةً إلى طبقاتِ الأرض المُختلفة، لأنَّ الأرضَ تتكوّنُ مِن طبقاتٍ مُختلفةٍ كما ثبتَ اليومَ علميّاً. أو لعلّها تكونُ إشارةً إلى المناطقِ السبع التي تُقسَمُ بها الأرضُ في السابقِ وحاليّاً. علماً أنَّ هناكَ اختلافاً بينً التقسيمِ السابقِ والتقسيمِ الحاليّ، فالتقسيمُ الحاليُّ يقسمُ الأرضَ إلى منطقتين: منطقة المُنجمدِ الشمالي، والمُنجمدِ الجنوبي. ومنطقتين مُعتدلتين، وأخريينِ حارّتين، ومنطقةٍ استوائيّة.

أمّا سابقاً فكانَ هناكَ تقسيمٌ آخر لهذهِ المناطقِ السّبع.

ويمكنُ أن يكونَ المرادُ هُنا منَ العددِ "سبعة" المستفاد مِن تعبيرِ (مثلهنَّ) هوَ الكثرةُ أيضاً التي أشيرَ بها إلى الكراتِ الأرضيّةِ العديدة الموجودةِ في العصرِ الراهن، حتّى قالَ بعضِ علماءِ الفلك: إنَّ عددَ الكراتِ المُشابهةِ للأرض التي تدورُ حولَ الشموسِ يبلغُ ثلاثةَ ملايينِ كرةٍ كحدٍّ أدنى .

ونظراً لقلّةِ معلوماتِنا حولَ ما وراءَ المنظومةِ الشمسيّة، فإنَّ تحديدَ عددٍ مُعيّن حولَ هذا الموضوعِ يبقى أمراً صعباً.

ولكن على أيّ حالٍ فقد أكّدَ علماءُ الفلكِ الآخرون أنَّ هناكَ ملايين الملايين منَ الكواكبِ التي وضعَت في ظروفٍ تشبهُ ظروفَ الكرةِ الأرضيّة، ضمنَ مجرّةِ المجموعةِ الشمسيّة، وهيَ تمثّلُ مراكزَ للحياةِ والعيش.

وربّما ستكشفُ التطوّراتُ العلميّةُ القادمةُ معلوماتٍ أوسعَ وأسرارَ أخرى حولَ تفسيرِ مثلِ هذه الآيات.

ثمَّ يشيرُ تعالى إلى إدارةِ هذا العالمِ الكبير وتدبيرِه بقولِه جلَّ شأنُه يتنزّلُ الأمرُ بينهنَّ.

وواضحٌ أنَّ المرادَ منَ "الأمر" هُنا هوَ الأمرُ التكوينيّ للهِ تعالى في خصوصِ إدارةِ وتدبيرِ هذا العالم الكبير، فهوَ الهادي وهوَ المرشدُ وهو المبدعُ لهذا المسارِ الدقيق المُنظّم، والحقيقةُ أنَّ هذه الآيةَ تشبهُ الآيةَ (4) مِن سورةِ السّجدةِ حيثُ تقول: يدبّرُ الأمرَ منَ السماءِ إلى الأرض.

على أيّ حالٍ فإنَّ هذا العالمَ سيفنى ويتلاشى إذا ما رُفعَت عنهُ يدُ التدبيرِ والهدايةِ الإلهيّة لحظةً واحدة.

وأخيراً يشيرُ تعالى إلى الهدفِ من وراءِ هذا الخلقِ العظيم حيثُ يقول:

لتعلموا أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير وأنَّ اللهَ قد أحاطَ بكلِّ شيءٍ علما..

كم هوَ تعبيرٌ لطيف، إذ يعتبرُ الهدف مِن هذا الخلقِ العظيم هوَ تعريفُ الإنسانِ بصفاتِ الله في علمِه وقدرتِه، وهُما صفتانِ كافيتانِ لتربيةِ الإنسان.

ومِن ثمَّ يجبُ أن يعلمَ الإنسانُ أنَّ اللهَ محيطٌ بكلِّ أسرارِ وجوده، عالمٌ بكلِّ أعمالِه ما ظهرَ مِنها وما بطن. ثمَّ يجبُ أن يعلمَ الإنسانُ أنَّ وعدَ الله في البعثِ والمعادِ والثوابِ والعقاب وحتميّةِ انتصارِ المؤمنين، كلُّ ذلكَ غيرُ قابلٍ للتخلّفِ والتأخّر"

أمّا أحاديثُ أهلِ البيتِ عليهم السلام التي تشيرُ إلى وجودِ عوالمَ غيرِ عالمِ أبناءِ آدم عليهِ السلام فهيَ كثيرةٌ منها:

خبرُ الخصالِ للشيخِ الصّدوقِ بإسنادِه عن محمّدٍ بنِ الحسنِ بنِ الوليد، عن محمّدٍ بنِ الحسن الصفّارِ عن محمّدٍ بنِ الحُسين بنِ أبي الخطّاب، عن محمّدٍ بنِ عبدِ الله بنِ هلال، عن العلا عن محمّدٍ بنِ مسلم، قال: سمعتُ أبا جعفرٍ عليهِ السلام يقول: لقد خلقَ اللهُ عزَّ وجلّ في الأرضِ منذُ خلقَها سبعةَ عالمين ليسَ هُم مِن ولدِ آدم، خلقَهم مِن أديمِ الأرض فأسكنَهم فيها واحداً بعدَ واحد معَ عالمِه، ثمَّ خلقَ اللهُ عزَّ وجل آدمَ أبا البشرِ وخلقَ ذُرّيّتِه منه، ولا واللهِ ما خلَت الجنّةُ مِن أرواحِ المؤمنينَ منذُ خلقها، ولا خلَت النارُ مِن أرواحِ الكفّارِ والعُصاةِ منذُ خلقَها عزَّ وجل، لعلًكم ترونَ أنّه إذا كانَ يومُ القيامة وصيّرَ اللهُ أبدانَ أهلِ الجنّةِ معَ أرواحِهم في الجنّة، وصيّرَ أبدانَ أهلِ النار معَ أرواحِهم في النارِ أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا يُعبَدُ في بلاده، ولا يخلقُ خلقاً يعبدونَه ويوحّدونَه؟ ! بلى والله، ليخلقنَّ اللهُ خلقاً مِن غيرِ فحولةٍ ولا إناث، يعبدونَهُ ويوحّدونَه ويعظّمونَه، ويخلقَ لهُم أرضاً تحملُهم وسماءً تظلّهم، أليسَ اللهُ عزَّ وجل يقول: (يومَ تبدّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسّماوات) وقالَ اللهُ عزَّ وجل (أفعيينا بالخلقِ الأوّلِ بل هُم في لبسٍ من خلقٍ جديد).

فإذا تمَّ قبولُ هذا الخبرِ فإنّهُ يثبتُ وجودَ عوالمَ غيرِ عالمِ بني آدم ولكنّه لا يثبتُ وجودَهم في غيرِ عالمِ الأرض، ففي الروايةِ إشارةٌ إلى تقلّبِ العوالمُ على الأرضِ فهناكَ عوالمُ قبلَ بني آدم وعوالمُ تأتي بعدَهم.

ومِنها ما رواهُ الشيخُ الصّدوقُ في التوحيدِ والخصالِ بإسنادِه عن أبيه عن سعدٍ بنِ عبدِ الله، عن محمّدٍ بنِ عيسى عن الحسنِ بنِ محبوب، عن عمرو بنِ شمر، عن جابرٍ بنِ يزيد، قالَ: سألتُ أبا جعفرٍ عليهِ السلام عن قولِ اللهِ عزَّ وجل (أفعيينا بالخلقِ الأوّلِ بل هُم في لبسٍ مِن خلقٍ جديد) فقالَ: يا جابر، تأويلُ ذلكَ أنَّ اللهَ عزَّ وجل إذا أفنى هذا الخلقَ وهذا العالمَ وسكنَ أهلُ الجنّةِ الجنّة، وأهلُ النارِ النار، جدّدَ اللهُ عزَّ وجل عالماً غيرَ هذا العالم، وجدّدَ عالماً مِن غيرِ فحولةٍ ولا إناث يعبدونَهُ ويوحّدونَه ويخلقُ لهم أرضاً غيرَ هذه الأرض تحملُهم، وسماءً غيرَ هذه السّماء تظلّهم، لعلّكَ ترى أنَّ اللهَ عزَّ وجل إنّما خلقَ هذا العالمَ الواحد! أو ترى أنَّ اللهَ عزَّ وجل لم يخلِق بشراً غيرَكم؟ ! بلى واللهِ، لقد خلقَ اللهُ تباركَ وتعالى ألفَ ألفَ عالم، وألفَ ألف آدم، وأنتَ في آخرِ تلكَ العوالم وأولئكَ الآدميين .

 ويمكنُ الاستفادةُ مِن هذا الخبرِ وجود أرضٍ غيرَ الأرض وسماءٍ غيرَ السّماء يخلقُ اللهُ فيها عوالمَ ليسَ مِن أبناءِ آدم الذي نعرفهُ.

ومنها أربعُ رواياتٍ في بصائرِ الدرجات وهيَ كالتالي:

1- حدّثنا أحمدُ بنُ موسى عن الحُسينِ بن موسى الخشّاب عن عليٍّ بنِ حسّان عن عبدِ الرّحمن بنِ كثيرٍ عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ إنَّ مِن وراءِ عينِ شمسِكم هذه أربعينَ عينِ شمسٍ فيها خلقٌ كثير وإنَّ مِن وراءِ قمرِكم أربعينَ قمراً فيها خلقٌ كثيرٌ لا يدرونَ أنَّ اللهَ خلقَ آدم أم لم يخلِقه الهموا الهاماً لعنةَ فُلانٍ وفلان .

2- حدّثنا محمّدٌ بنُ هارون عن أبي يحيى الواسطيّ عن سهلٍ بنِ زياد عن عجلانَ أبى صالح قالَ سألتُ أبا عبدِ الله عليهِ السلام عن قبّةِ آدم فقلتُ له هذهِ قبّةُ آدم فقالَ نعم وللهِ قبابٌ كثيرةٌ أما إنَّ خلفَ مغربِكم هذا تسعةٌ وثلثين مغرباً أرضاً بيضاء ومملوءةً خلقاً يستضيئونَ بنورِنا لم يَعصوا اللهَ طرفةَ عينٍ لا يدرونَ أخلقَ اللهُ آدمَ أم لم يخلقه يبرؤونَ مِن فلانٍ وفلان قيلَ له كيفَ هذا يتبرؤنَ مِن فلانٍ وفلان وهم لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه فقالَ للسائلِ أتعرفُ إبليس قالَ لا إلّا بالخبر قالَ فأمرتَ باللعنةِ والبراءةِ منه قالَ نعم قالَ فكذلكَ أمِرَ هؤلاء .

3- حدّثنا محمّدٌ بنُ عيسى عن يونسَ عن عبدِ الصمدِ عن أبي جعفرٍ عليهِ السلام قالَ سمعتُه يقولُ إنَّ مِن وراءِ هذه أربعينَ عينِ شمسٍ ما بينَ شمسٍ إلى شمس أربعونَ عاماً فيها خلقٌ كثيرٌ ما يعلمونَ أنَّ اللهَ خلقَ آدم أو لَم يخلُقه وأنَّ مِن وراءِ قمرِكم هذا أربعينَ قمراً ما بينَ قمرٍ إلى قمر مسيرةَ أربعين يوماً فيها خلقٌ كثيرٌ ما يعلمون أنَّ اللهَ خلقَ آدم أو لم يخلُقه قد الهموا كما ألهمَتِ النحلُ لعنةَ الأوّلِ والثاني في كلِّ وقتٍ منَ الأوقات وقد وكّلَ بهم ملائكةٌ متى ما لم يلعنوها عذّبوا .

4- حدّثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ عن أبي يحيى الواسطيّ عن درست عن عجلانَ أبي صالح قالَ دخلَ رجلٌ على أبي عبدِ الله عليهِ السلام فقالَ له جُعلتُ فداكُ هذه قبّةُ آدم قالَ نعم وفيهِ قبابٌ كثيرةٌ إنَّ خلفَ مغربِكم هذا تسعةٌ وثلاثينَ مغرباً أرضاً بيضاءَ مملوءةً خلقاً يستضيئونَ بنورِها لم يعصوا اللهَ طرفةَ عينٍ ما يدرونَ أنَّ اللهَ خلقَ آدم أم لم يخلِق يتبرّؤونَ مِن فلانٍ وفلان لعنَهما الله .

فهذهِ الرواياتُ أكثرُ وضوحاً وصراحةً على وجودِ عوالمَ غير عالمِ الأرض، وكلُّ ذلكَ مِن أنباءِ الغيب التي لا يتمكّنُ أن يقطعَ فيها المؤمنُ بضرسٍ قاطع، فالواجبُ اتّجاهَ مثلِ هذه الأخبارِ هوَ إيكالُ أمرِها وعلمِها لأهلِها وهُم الأئمّةُ مِن أهلِ البيتِ عليهم السلام.