لماذا سُمّيَ النبيُّ نوح ع وهل كانَ له اسمٌ آخر

"لماذا سمي النبي نوح ع وهل كان له اسم اخر اسمه. عبد الغفار وسمي نوح لكثرة نوحه وسبب نوحه في بعض الروايات اشمأز من كلب مريض فأوحى اليه الله بشي فندم وناح بقية عمره لذلك سمي نوح وناح٥٠٠ عام وقيل ١٥٠٠ سنه"

الأخُ السّائلُ الكريم بالنّسبةِ الى سؤالِكم (لماذا سُمّيَ النبيُّ نوح ع وهل كانَ له اسمٌ آخر)؟.

فجوابُه: إنَّ علّةَ تسميتِه عليهِ السلام بـ (نوح) لأنّهُ ناحَ على قومِه، وهذا مشهورٌ في الرّواياتِ، وقد ذكرَت الرّواياتُ له عدّةَ أسماء سأذكرُها تباعاً.

فقد روى الشيخُ الصّدوقُ رحمَهُ اللهُ في بابِ العلّةِ التي مِن أجلِها سُمّيَ نوحٌ عليهِ السلام ثلاثَ روايات.

1 - حدّثنا أبي رضيَ اللهُ عنه قالُ: حدّثنا سعدُ بنُ عبدِ الله عن أحمدَ بنِ محمّد بنِ عيسى عن العبّاسِ بنِ معروف، عن عليّ بنِ مهزيار، عن أحمدَ بنِ الحسنِ الميثميّ عمَّن ذكرَه، عن أبي عبدِ الله "" ع "" أنّه قالَ: كانَ اسمُه "" ع "" عبد الغفّار، وإنّما سُمّيَ نوحاً لأنّه كانَ ينوحُ على نفسِه.

2 - حدّثنا محمّدٌ بنُ الحسنِ بن أحمد بنِ الوليد رضيَ اللهُ عنه قالَ: حدّثنا محمّدُ بنُ الحسنِ الصفّار، عن أحمدَ بنِ محمّد بنِ عيسى، عن عبدِ الرّحمان بنِ أبي نجران عن سعيد بنِ جناح، عن بعضِ أصحابنا، عن أبي عبدِ الله "" ع "" قالَ: كانَ اسمُ نوحٍ عبد الملك، وإنّما سُمّيَ نوحاً لأنّه بكى خمسمائةَ سنة.

3 - حدّثنا أبي رضيَ اللهُ عنه قالَ حدّثنا محمّدُ بنُ يحيى العطّار، عن الحُسينِ بنِ الحسن بنِ أبان، عن محمّد بنِ أورمة، عمَّن ذكرَه، عن سعيد بنِ جناح، عن رجلٍ، عن أبي عبدِ الله "" ع "" قالَ: اسمُ نوحٍ عبدُ الاعلى، وإنّما سمّيَ نوح لأنّه بكى خمسمائةَ عام. عللُ الشرائع للشيخِ الصّدوق (1/ 38).

وهذه الرواياتُ كما ترونَ كلّها فيها إرسالٌ، فلا يمكنُ التعويلُ على واحدٍ مِنها بالخصوصِ في تعيينِ اسمِه أنّه عبدُ الغفّار أو عبدُ الملك أو عبدُ الأعلى، ولكن يمكنُ الاعتمادُ على القدرِ المُشتركِ بينَ هذهِ الرواياتِ وهيَ: أنّ نوحاً سُمّيَ نوحاً لأجلِ نوحِهِ لمدّةٍ طويلة، وأيضاً أنّ اسمَهُ يبدأ بالعبوديّة: عبدُ ... ، فإنّ هذا المقدارَ واردٌ في الرواياتِ الثلاث.

ويمكنُ في وجهِ الجمعِ بينَ جميعِ هذه الرواياتِ أن نقول: إنّ لهُ أسماءَ مُتعدّدة. فلا يبعدُ أن يكونَ لشخصٍ واحدٍ أسماءُ متعددةٌ، فتارةً كانَ يُسمّي نفسَهُ عبدَ الغفّار، وأخرى يسمّي نفسَه عبدَ الأعلى، وثالثةً يسمّي نفسَه عبدَ الملك.

وبهذا الإحتمالِ نجمعُ بينَ الرواياتِ جميعها.

وأمّا قصّةُ اشمئزازِه مِن كلبٍ مريض، فلم اعثُر عليها في كتبِنا ومصادرِنا الإسلاميّة.

"