قال هارون لو نازعني صاحب القبر لا اخذت مابين عينيه

هل بوجد مصادر من كتب السنه على رواية هارون وابنه المامون امام قبر النبي عندما قال هارون لو نازعني صاحب القبر لا اخذت مابين عينيه

الجوابُ: 

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُه،

عثَرنا في كتبِ المُخالفينَ على خبرٍ يتضمّنُ مضمونَ هذا الكلامِ الواردِ في السّؤال، لكنّه ليسَ على لسانِ هارون، بل على لسانِ غيرِه منَ العبّاسيّين، وهوَ ما رواهُ أبو الفرجِ الأصفهانيّ في [مقاتلِ الطالبيّينَ ص301] بالإسنادِ عن أبي العرجاءِ الجمّال: « أنَّ موسى بنَ عيسى دعاهُ فقالَ له: احضِرني جِمالَك، قالَ: فجِئتُه بمائةِ جملٍ ذَكَر، فختمَ أعناقَها وقالَ: لا أفقدُ مِنها وبرةً إلّا ضربتُ عُنقَك، ثمَّ تهيّأَ للمسيرِ إلى الحُسين صاحبِ فخ، فسارَ حتّى أتينا بستانَ بني عامر، فنزلَ، فقالَ لي: اذهَب إلى عسكرِ الحُسين حتّى تراه وتُخبرَني بكلِّ ما رأيت. فمضيتُ، فدرتُ فما رأيتُ خللاً ولا فللاً، ولا رأيتُ إلّا مُصليّاً أو مُبتهلاً، أو ناظِراً في مصحفٍ أو مُعدّاً للسلاح، قالَ: فجِئتُه فقلتُ: ما أظنُّ القومَ إلّا منصورين، فقالَ: وكيفَ ذاكَ يا ابنَ الفاعلة؟ فأخبرتُه فضربَ يداً على يدٍ وبكى، حتّى ظننتُ أنّه سينصرِف، ثمَّ قال: هُم واللهِ أكرمُ عندَ الله، وأحقُّ بما في أيدينا منّا، ولكنَّ الملكَ عقيمٌ، ولو أنَّ صاحبَ القبر - يعني النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) - نازعَنا المُلكَ ضرَبنا خيشومَهُ بالسيف، يا غلامُ اضرِب بطبلِك، ثمَّ سارَ إليهم ، فواللهِ ما انثنى عَن قتلِهم ». 

ونقلَ نحوَه الزمخشريُّ في [ربيعِ الأبرار ج5 ص191]، وابنُ حمدون في [التذكرةِ الحمدونيّة ج9 ص295].

نعم، عثَرنا على روايةٍ في كُتبِنا، ينقلُها الشيخُ الصّدوق في [عيونِ أخبارِ الرّضا ج1 ص86]، وردَ فيها: أنَّ هارونَ اللارشيد قالَ لابنِه المأمون: « أنا إمامُ الجماعةِ في الظاهرِ والغلبةِ والقهر، وموسى بنُ جعفر إمامُ حقٍّ، واللهِ ـ يا بُنيّ ـ إنّهُ لأحقُّ بمقامِ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مِنّي ومنَ الخلقِ جميعاً، وواللهِ لو نازعتَني هذا الأمرَ لأخذتُ الذي فيهِ عيناك، فإنَّ الملكَ عقيم ».