مذهب سعيد بن جبير (38هـ ـ 95هـ)

الجواب:

قال الذهبيّ: (سعيد بن جبير الوالبي، مولاهم الكوفي المقرئ الفقيه، أحد الأعلام) [تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 76 – 77]

وقال ابن حجر: (سعيد بن جبير الأسدي، مولاهم الكوفي، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ) [تقريب التهذيب، ج 1، ص 349]

ولأنّ السؤال جاء حول تحديد مذهب سعيد بن جبير العقائدي، فلا أطيل في ترجمته، والذي نذهب إليه هو تشيع سعيد بن جبير وموالاته لأهل البيت (ع) وقوله بإمامتهم، وعلى ذلك أدلة عديدة:

الدليل الأول: إنّ منهج سبر الروايات يساعد كثيراً على تحديد مذهب الراوي، وسعيد روى الكثير مما له صلة بالتشيع وعقائدهم.

عليّ (ع) وصيّ رسول الله (ص)

فقد روى الشيخ الصدوق بسنده: (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ (عليه السلام): «يا عليُّ، أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين وحجّة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيّد الوصيين ووصيي سيّد النبيين... [الأمالي، ص 375 – 376]

وروى أيضاً: (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إنّ عليّاً وصيّي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن ناوأهم فقد ناوأني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برّهم فقد برّني...). [المصدر السابق، ص 111 – 112]

عليّ (ع) وشيعته هم الفائزون

وروى الشيخ الصدوق بسنده: (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ (عليه السلام): «يا عليُّ، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة...) [الأمالي، ص 66 – 67] والرواية طويلة.

غيبة الإمام المهدي (ع)

وقد وردت روايات عن سعيد يذكر فيها الإمام المهدي (ع) وغيبته، ففي كفاية الأثر:

(عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن العباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبياً، ثم اطّلع الثانية فاختار منها عليّاً فجعله إماماً، ثم أمرني أن اتّخذه أخاً ووصياً وخليفةً ووزيراً، فعليٌّ منّي وأنا من عليٍّ، وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين، ألا وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججاً على عباده، وجعل من صلب الحسين (عليه السلام) أئمّةً ليوصون بأمري ويحفظون وصيّتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، ليظهر بعد غيبةٍ طويلةٍ وحيرةٍ مظلّةٍ، فيعلن أمر الله ويظهر دين الحقّ ويؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً) [كفاية الأثر، الخزاز القمي، ص 10 – 11]

و نقل الشيخ الصدوق: (عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيد العابدين علّي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: (في القائم منّا سننٌ من الأنبياء [سنّة من أبينا آدم (عليه السلام)، و] سنّة من نوحٍ وسنّة من إبراهيم وسنّة من موسى وسنّة من عيسى وسنّة من أيوب وسنّة من محمدٍ صلوات الله عليهم، فأمّا [من آدم و] نوح فطول العمر، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأمّا من موسى فالخوف والغيبة، وأمّا من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأمّا من أيوب فالفرج بعد البلوى، وأمّا من محمد (صلى الله عليه وآله) فالخروج بالسيف) [كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص 322]

زواج المتعة

ـ من الآراء التي كان يتبنّاها سعيد بن جبير، حلية زواج المتعة، و کما هو معلومٌ فإنّ إباحة هذا الزواج مشهور في فقه أهل البيت (ع) دون سائر المذاهب. فقد كان يقرأ آية المتعة هكذا: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن.

قال ابن عبد البر: (وقرأها أيضاً هكذا (إلى أجلٍ مسمى) عليّ بن حسين وابنه أبو جعفر محمد بن عليّ وابنه جعفر بن محمد وسعيد بن جبير). [التمهيد، ابن عبد البر، ج 10، ص 113]

روى عبد الرزاق الصنعاني: (كانت بمكّة امرأةٌ عراقيةٌ تنسك جميلة، لها ابنٌ يقال له أبو أمية، وكان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها، قلت: يا أبا عبد الله، ما أكثر ما تدخل على هذه المرأة، قال: إنّا قد نكحناها ذلك النكاح - للمتعة -. قال: وأخبرني أنّ سعيد قال له: هي أحلّ من شرب الماء – للمتعة). [المصنف، عبد الرزاق الصنعاني، ج 7، ص 496؛ التمهيد، ابن عبد البر، ج10، ص 115]

قتله الحجاج على التشيع

ـ حين أخذ الحجاج سعيداً ليقتله قال له: (فما قولك في محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ قال: نبيّ الرحمة، إمام الهدى. قال: فما قولك في عليٍّ، في الجنة هو أم في النار؟ قال: لو دخلتها، فرأيت أهلها عرفت. قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيلٍ. قال: فأيّهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي. قال: فأيّهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عنده. قال: أبيت أن تصدقني!) [حلية الأولياء لأبي نعيم، ج2 ص 293، سير أعلام النبلاء للذهبي، ج 4، ص 331]

نلاحظ في هذا الحوار بين الحجاج وسعيد أموراً عدّة، منها: سؤال الحجاج إياه عن عليٍّ (ع) (فما قولك في عليٍّ...) وهو يريد بذلك معرفة تشيّعه والتأكد من ذلك، ثم يسأله عن الخلفاء ويعني بهم أبا بكر وعمر وعثمان، ليعلم باطن سعيد، ولم يجبه سعيد كما هو معتقد السلف وأهل الحديث من أنّهم مبشّرون بالجنة وأنّهم أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يذكر تفضيلهم بالترتيب المعهود، فحين سأله: فأيّهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي. ولم يكن هناك ضيرٌ عليه من الحجاج لو ذكر تفضيلهم وبدأ بأبي بكر ثم عمر ثم عثمان، ولكنّه لم يفعل بالرغم من أنّ هذا الفعل قد يرضي الحجاج عنه ويكون في ذلك إنقاذاً له من الموت، فمشكلة الحجاج كانت مع عليٍّ (ع) لهذا لم يجبه سعيد صراحةً حوله.

ولم يقتنع الحجاج بأقواله كلها فقال له: (أبيت أن تصدقني) فهناك شيء يضمره سعيد و لم يظهره، ولعلّ الحجاج كما هو شأن أيّ حاكمٍ كانت له عيون تنقل له أخبار العلماء وكبار الناس، وعلاقة سعيد بالإمام السجاد (ع) وقربه منه ما كانت لتخفى على الحجاج.

والذي ذكروه من أنّ الحجاج قتله لأنّه خرج عليه فيمن خرجوا لا يصحّ، ولو كان خروجه موجباً للقتل، لقتل الحجاجُ الشعبيَّ، ولكنّه عفا عنه وأكرمه لأنّه موالٍ لبني أمية، ولو كان سعيدٌ موالياً لبني أمية لعفى عنه الحجاج، لكنّه قتله لأنّه موالٍ لأهل البيت (ع)، ولو كان خروج سعيد مع ابن الأشعث سبباً موجباً لقتله، فلماذا ذهب الحجاج يستجوب سعيداً حول عقيدته بعليٍّ والخلفاء؟!

نصّ علماء الإمامية على تشيّعه

الدليل الثاني: لقد ترجم علماء الإمامية لسعيد بن جبير وذهب أكثر محقّقيهم إلى أنّ سعيداً من الشيعة الخلّص لأهل البيت (ع).

عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام زين العابدين (ع). [رجال الطوسي، ص114]

وقال الكشي: (قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن عليّ بن الحسين (عليه السلام) في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير بن مطعم، يحيى بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر، سعيد بن المسيب ربّاه أمير المؤمنين (عليه السلام). [اختيار معرفة الرجال، الشيخ الطوسي، ج 1، ص 332]

وروى: (عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) أنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعليّ بن الحسين (عليه السلام) وكان عليٌّ (عليه السلام) يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر، وكان مستقيما) [المصدر السابق، ج 1، ص335]

هذه شهادة كافية في جواب السؤال، فصلاته خلف الإمام عليّ بن الحسين (ع) وثناء الإمام الصادق (ع) عليه ووصفه بالاستقامة كلّ هذا يدل على أنّ سعيداً كان مقرّباً من الأئمة (عليهم السلام) ومقتدياً بهم.

وقال النراقي: (سعيد بن جبير، مشكورٌ، من أصحاب السجاد (عليه السلام)، قتله الحجّاج (لعنه اللَّه) في محبَّة أهل البيت (عليهم السلام)) [شعب المقال في درجات الرجال، ص 83]

وجاء في خاتمة المستدرك للشيخ الطبرسي: (ويظهر منه حسن حاله وإماميته) [النوري الطبرسي، ج 5، ص 349]

وقال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: (سعيد بن جبير بن هشام الكوفي الحافظ المقرئ المفسّر الشهيد وجهبذ العلماء. علمٌ شهيرٌ وقمةٌ شاهقةٌ وشخصيةٌ لامعةٌ فذّةٌ واسمٌ على كلّ لسانٍ، فلقد طبق صيته الآفاق وتجاوز كلّ حدٍّ. أصله من الكوفة ومن خلاصة شيعتها، وكان من المتعلّقين بأهل البيت (عليهم السلام) والمجاهرين بذلك والمنادين بوجوب اتّباعهم، فكان ذلك سبباً في استشهاده (رضوان الله تعالى عليه). قتله الحجاج بن يوسف (لعنه الله تعالى) في وقتٍ، وكما يقول أحمد بن حنبل: ما كان على الأرض أحدٌ إلا وهو محتاجٌ لعلمه). [أصل الشيعة وأصولها، ص 348]

وقال البحاثة آقا بزرك الطهراني حين ذكر تفسير سعيد بن جبير للقرآن: (تفسير سعيد بن جبير، التابعي الشهيد للتشيّع). [الذريعة، ج 4، ص 276]

ومن عبارات السيد محسن الأمين فيه: (وقتل الحجاج سعيد بن جبير على التشيّع)، وقال: (ولكنّ الصواب أنّ قتله كان لولائه أهل البيت، والعفو عن الشعبي كان لولائه بني أمية وانحرافه عن أهل البيت) [أعيان الشيعة، ج 1، ص 28، ج 7، ص 236]

وقال السيد حسن الصدر فيه: (وكان ابن جبير من خلّص الشيعة، نصّ على ذلك علماؤنا في كتب الرجال كالعلامة جمال الدين بن المطهر في الخلاصة وأبي عمرو الكشي في كتابه في الرجال، وروى روايات عن الأئمة في مدحه وتشيّعه واستقامته، قال: وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر - يعني التشيّع -) [الشيعة وفنون الإسلام، ص 25 – 26]

وعدّه الشيخ جعفر السبحاني من شيعة أهل البيت (ع). [أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، ص 44]

أقول: إنّ نصّ الأعلام من الشيعة الإمامية على تشيّع أحد الرواة هو أكبر دليلٍ يمكن الركون إليه في إثبات هذا الأمر، فالشيعة أعلم برجالهم من غيرهم، كما أنّ أهل الحديث أعلم برجالهم من غيرهم. قال الحافظ ابن حجر في ترجمة أحد الرواة: (وقد ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وهو أعلم به) [لسان الميزان، ج 1، ص 66]

قال الدكتور بشار عوّاد محقق كتاب تهذيب الكمال أثناء ترجمته لأحد الرواة: (قد أخرج له الشيعة في كتبهم وعدّوه من أصحاب الصادق... وكلّ هذا يدلّ على تشيّعه، فيُنظر في أمر توثيقه، والأَحسن التوقّف في توثيقه مطلقاً. [تهذيب الكمال، 19- 170]

هكذا هو حال سعيد بن جبير أخرج له الشيعة في كتبهم، وهو من أصحاب السجاد (ع)، وهذا يدلّ على تشيّعه !

إستدراك :

ـ قد يقال: إنّ قول الفضل بن شاذان السابق: (ولم يكن في زمن عليّ بن الحسين (عليه السلام) في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير...) ضعيف.

أقول: هذا مردود، إذ الكشي (المتوفى حدود سنة 350هـ) ينقل عن كتب الفضل بن شاذان (ت 260هـ)، والكشي قريب العهد بالفضل وكتبه التي كانت منتشرة، أما كلام الفضل هذا فمعتمد، لأنّه من أهل الرجال، ومع قرب عهده فحكمه السابق حسيّ، لهذا اعتمد السيد الخوئي وغيره من المحققين على قوله السابق دون طعن به.

ـ قد يقال: إنّ قول الفضل بن شاذان: (ولم يكن في زمن عليّ بن الحسين (عليه السلام) في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير ...) غير صحيح، فأين المختار الثقفي وأين كميل ابن زياد وقنبر وإبراهيم ابن مالك الأشتر وسليمان ابن صرد الخزاعي والتوابين، فإنهم سمّوا بالتوابين مجازاً لأنهم لم يشتركوا في قتل الحسين (عليه السلام) وإنّما منعهم ابن زياد من الخروج لنصرة الحسين فهم من خلّص الشيعة، واستشهد منهم في معركة عين الوردة ٤٠٠٠ شخص.

والجواب: إنّ بعض المذكورين الخمسة كانوا في بداية إمامة علي بن الحسين (عليه السلام)، كما يفيد قوله: (في أول أمره)، وقد يكون المقصود بعبارة الفضل: إن المذكورين هم الذي عرفوا إمامة أهل البيت (عليه السلام) وما يترتب عليها من القول بالعصمة ووجوب الطاعة، خلافاً لغيرهم كالمختار الذي قيل إنه كان كيسانياً، ثمّ تغيّر لاحقاً على الأرجح.

ـ لا معنى للتشكيك بكتاب الكشي، فالشيخ الطوسي اختصره، ولا زال الكتاب معتمداً لدى الطائفة، ولا يجد المرء كتاباً لدى كلّ الطوائف إلا وفيه مشاكل من تصحيف وغيره.

ـ أما الرواية الثانية وهي قول الإمام الصادق (عليه السلام): (أنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعليّ بن الحسين (عليه السلام) وكان عليٌّ (عليه السلام) يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر، وكان مستقيماً).

فالرواية معتبرة، فسند الكشي كما مرّ: ( أبو المغيرة، قال حدثني الفضل عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام ...)

ولم يتفرد بروايتها أبو المغيرة عن الفضل بن شاذان، بل تابعه أحمد بن شاذان عن الفضل، كما في كتاب الإختصاص.

قال الشيخ المفيد: (حدثنا جعفر بن الحسين، عن أحمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن سعيد بن جبير كان يأتمّ بعلي بن الحسين (عليهما السلام) وكان عليّ (عليه السلام) يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر، وكان مستقيماً) [الإختصاص، ص 205].

هذه الرواية كافية لوحدها في بيان نهج سعيد بن جبير رحمه الله.

ـ رأيت البعض يزعم نصرة سعيد بن جبير لعبد الرحمن بن الاشعث في حربه ضد الأمويين، وهو الذي شارك في قتل الإمام علي (عليه السلام) ومالك الأشتر.

أما الزعم بمشاركته قتل الامام علي (عليه السلام) ومالك الأشتر فغير صحيح، قال السيوطي: (فلمّا بلغ معاوية تولية الأشتر ديار مصر، عظم ذلك عليه؛ لأنّه كان طمع في استنزاعها من يد محمد بن أبي بكر، وعلم أنّ الأشتر سيمنعها منه لحزمه وشجاعته. فلمّا سار الأشتر إليها وانتهى إلى القلزم، استقبله الجايسار - وهو مقدّم على الخراج - فقدّم إليه طعاماً، وسقاه شراباً من عسل، فمات منه) [حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي، ج2 ص 7]

أما مشاركة سعيد في ثورة ابن الأشعث فلا ينقض هذا ما قلناه حول تشيّعه، فربّما ناصره للقضاء على الحكم الأموي فقط، كما أن العديد من شيعة الإمام علي ع كانوا يشاركون في الفتوح نصرة للإسلام، وهذا مسطور في كتب التاريخ، وربما أن سعيداً اهتدى بعد ذلك وتعرّف على الإمام السجاد (عليه السلام)، واقتدى به وصار مستقيماً حسب وصف الإمام الصادق (عليه السلام) له.