حديث الكساء عند الشيخ عباس القمي

السؤال: هل حديث الكساء الوارد بصيغته في مفاتيح الجنان المتعارفة الآن بيننا، هل صحيح أن الشيخ عباس القمي نقله، أم بعد وفاة الشيخ تم الإضافة والتعديل والتبديل به؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى أنّ أصل حادثة الكساء معروفة مشهورة ومرويّة بطرق كثيرة في كتب المسلمين سنّة وشيعة، وذلك في مورد نزول آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [سورة الأحزاب: 33]، وقد كتبنا بعض الأجوبة في ذلك.

وإنّما الكلام في حديث الكساء بالصيغة المنقولة في كتاب (المنتخب) للطريحيّ، وحاشية (عوالم العلوم) للشيخ البحرانيّ، والمنقولة أيضاً في المتداول من كتاب (مفاتيح الجنان) للشيخ القميّ، فنقول:

إنّ الشيخ عبّاس القميّ (قدس سره) لَـم ينقل حديث الكساء في مفاتيح الجنان، وإنّـما أضافه على الكتاب في حياته المباركة محمّد حسن العلميّ، وأمضاه الشيخ واستحسنه ولـم يعترض عليه، في الوقت الذي كان يعترض على إضافة بعض الأدعية، كما سمع ذلك غيرُ واحد من الشيخ محسن ابن الشيخ عباس القميّ.

وإليكّ ما نقله فضيلة السيّد هاشم الهاشميّ (حفظه الله) بهذا الخصوص في تسجيل صوتيّ منشور:

(اتصلت يوم الجمعة 24 ربيع الأوّل 1428هـ، بالميرزا محسن القميّ ابن الشيخ عبّاس القميّ على منزله في طهران، وسألته: ما هو رأي والدك بالنسبة إلى حديث الكساء؟ وما يُقال عن هذا الموضوع من أنّ الحديث أُضيف على كتاب مفاتيح الجنان ولَـم يكتبه الشيخ نفسه؟

فقال لي: إنّ محمّد حسن العلميّ – وهو من أصحاب المطابع والمكتبات المعروفين - قام بطباعة كتاب مفاتيح الجنان وأضاف إلى ملحقاته حديث الكساء، وسلم بنفسه نسخةً تتضمّن الإضافة للشيخ الوالد، واطّلع عليها الوالد ولَـم يعترض عليها بشيء، فإنّ الوالد سجّل في مقدّمة إحدى طبعات الكتاب - المتضمّنة لحديث الكساء – اعتراضه على ما قام به بعضُ أصحاب المطابع بإضافتهم أشياء على الكتاب ولَـم يقبلها، مع أنّه لَـم يعترض فيها على إضافة حديث الكساء، فإنّ سكوته عنها - في سياق الاعتراض على الإضافات غير المقبولة - يتضمّن قبولاً منه لها، فهذا يعني أنّه قَبل إضافة حديث الكساء.

ثمّ قال لي: أنا أمتلك شخصيّاً طبعة من كتاب المفاتيح – تتضمّن حديث الكساء - سجّل في مقدّمته الشيخ الوالد اعتراضاته على الإضافات من قبل البعض على الكتاب، ولم يتعرّض لحديث الكساء، وتوجد نسخة أخرى منها في مكتبة آية الله السيّد الميلاني).

الحاصل:

1ـ أصل حادثة الكساء معروف مشهور عند المسلمين.

2ـ حديث الكساء بالصيغة المتداولة بين المؤمنين منقولة في المنتخب والعوالم وغيرها.

3ـ الحديث لم يكتبه الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان، وإنّما أضافه بعض أصحاب المطابع.

4ـ لَـم ينكر الشيخ القميّ إضافة الحديث للكتاب، بل أقرّه وأمضاه.

والحمد لله رب العالمين