هل يمكن ذكر نبذة عن القاسم بن الإمام الكاظم (عليه السلام)؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاسم بن الإمام موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام).
هو فرع الدوحة النبويّة المباركة، وسليل الذريّة العلويّة الطاهرة، أخو الإمام الرضا وفاطمة المعصومة (عليهما السلام) لأمّ واحدة، وهي تكتم المكنّاة بأمّ البنين (عليها السلام).
كان جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الدرجة، كثير المحاسن، حسن العشرة، كريم الأخلاق، من أعاظم علماء الهاشميّين، وأكابر فقهاء الطالبيّين.
فهو أحد أولاد الإمام الكاظم (عليه السلام) الذين قال فيهم الشيخ المفيد وغيره: (ولكلِّ واحد من ولد أبي الحسن موسى بن جعفر - عليهما السلام - فضلٌ ومنقبةٌ مشهورة، وكان الرضا - عليه السلام - المقدَّم عليهم في الفضل) [الإرشاد ج2 ص246، كشف الغمة ج3 ص30].
قال السيّد محمّد مهدي بحر العلوم: (كان يحبه أبوه - عليه السلام - حبّاً شديداً، وأدخله في وصاياه) [الفوائد الرجالية ج3 ص191].
وقال الميرزا النوريّ: (عظيم القدر، جليل الشأن) [خاتمة المستدرك ج8 ص317].
وقال الشيخ عبّاس القميّ: (سيّد جليلُ القدر، ويكفي في جلالة شأنه: ما رواه ثقة الإسلام الكلينيّ..) [منتهى الآمال ج2 ص362].
وقال النمازيّ الشاهروديّ: (سيّد جليل القدر، كان يحبّه أبوه ويرأف به) [مستدركات علم الرجال ج6 ص262].
وقال الشيخ حرز الدين: (كان القاسم – سلام الله عليه – سيّداً، جليل القدر، رفيع المنزلة والمقام، بالإضافة إلى أنّه عالم فقيه عابد زاهد، ويعطينا عن مدى جلالته وقدره وكفاءته لهذا الأمر ما أورده الشيخ... عن يزيد بن سليط.. وذكر الخبر) [مراقد المعارف ج2 ص166-167].
كان وصيّ أبيه على صدقاته بعد أحد أخويه الرضا و إبراهيم، فإنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) جعل ولاية صدقاته إلى ابنيه الإمام الرضا وإبراهيم، فإنْ مات أحدهما كان القاسم متولّياً محلّه.
روى المشايخ الثلاثة؛ الكلينيّ والصدوق والطوسيّ بأسانيدهم الصحيحة عن عبدالرحمن بن الحجّاج: أنّ أبا الحسن موسى – عليه السلام – بعث إليه بوصيّة أبيه، وبصدقته مع أبي إسماعيل مصادف: « .. بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق به موسى بن جعفر بأرض كذا وكذا... وجعل صدقته هذه إلى علي وإبراهيم، فإنْ انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي منهما، فإنْ انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما، فإنْ انقرض أحدهما دخل العبّاس مع الباقي منهما، فإنْ انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي، فإن لم يبق من ولدي إلّا واحد فهو الذي يليه ».
وقال الرضا (عليه السلام): « إنّ أباه قدّم إسماعيل في صدقته على العبّاس، وهو أصغر منه » [الكافي ج7 ص54، من لا يحضره الفقيه ج4 ص250، عيون أخبار الرضا ج1 ص45، تهذيب الأحكام ج9 ص150].
قال السيّد محمّد مهدي بحر العلوم: (وقد يشعر - هذا - بترتبهم في السن والفضل، عدا العبّاس، فإنّه أكبر من إسماعيل، وإسماعيل أفضل منه، فتأمّل) [الفوائد الرجالية ج2 ص121].
كان الإمام الكاظم (عليه السلام) يحبّ القاسم حبّاً شديداً، وقال في وصفه ما يدهش العقول ويحيّر الألباب عن درك كنهه – كما صرّح بعض الأعاظم –.
روى الشيخ الكلينيّ بالإسناد عن يزيد بن سليط، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: « يا أبا عمارة، إنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني عليّ، وأشركتُ معه بَنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن، فأفردته وحده، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني؛ لحبّي إيّاه، ورأفتي عليه، ولكنّ ذلك إلى الله عزّ وجلّ، يجعله حيث يشاء » [الكافي ج1 ص314].
وأصل هذا الخبر معروف مشهور، رواه أكابر المشايخ؛ الصدوقان، والمفيد، والطوسيّ، وغيرهم، ينظر: الإمامة والتبصرة ص79، عيون أخبار الرضا ج1 ص34، اختيار معرفة الرجال ج2 ص748، الإرشاد ج2 ص252، الغيبة ص40.
قال الميرزا النوريّ – عند ذكر القاسم –: (في أصول الكافي خبرٌ يدلّ على عظمة شأنه وعلوّ مقامه بما لا يتصوّر العقل.. ثمّ ذكر الخبر) [النجم الثاقب ج2 ص172]
وقال أيضاً: (هذا القاسم عظيم القدر، جليل الشأن، روى الكليني في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا – عليه السّلام – بسند معتبر..) [جنة المأوى ص84 الحاشية].
وقال السيد الجلالي – بعد ذكر الرواية –: (ومن هذه الرواية يظهر عظمة القاسم – عليه السّلام –) [فهرس التراث ج1 ص194].
وقال الشيخ حرز الدين: (كان القاسم سلام الله عليه سيداً جليل القدر رفيع المنزلة والمقام، بالإضافة إلى أنّه عالم فقيه عابد زاهد، ويعطينا عن مدى جلالته وقدره وكفاءته لهذا الأمر ما أورده الشيخ... عن يزيد بن سليط.. وذكر الخبر) [مراقد المعارف ج2 ص166-167].
وقد ذكر بعض الأعلام أنّه في الرتبة الثانية بعد المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام)؛ استناداً لهذا الخبر الجليل، قال الشيخ السند: (وإنْ كان المصداق الأول هم المعصومون، إلا أنّ ثلة من ولدها – عليها السلام – في الرتبة الثانية الذين هم مطهّرون.. ومن نماذج هذا القسم من ولد فاطمة: القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر – عليهم السلام –، حيث ورد فيه كما روى يزيد بن سليط..) [الشعائر الحسينية ج3 ص497].
ثمّ إنّه ذكر البعض: أنّه لمّا استشهد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بسمّ هارون اللارشيد، توارى القاسم عن السلطة العباسيّة في (سورا) القريبة من مدينة الحلّة، وتوفّي فيها. [ينظر مراقد المعارف ج2 ص161، المزار ص147 الهامش، وغيرها].
وفي ذلك يقول الشيخ اليعقوبيّ فيه:
لم أنسَه في كلّ حيّ خائفاً لم ير إلّا شانئاً ومبغضاً
حتّى قضى ما بين قوم ما دروا أنّه ابن فاطم والمرتضى
وتفصيل حكايته، كما في [المجالس الفاخرة ص424-427]:
(لمّا اشتدّ غضب الرشيد على العلويّين جعل يتربّص بهم الدوائر، منهم مَن قتله قتلاً، ومنهم مَن صلبه صلباً، فتفرّقوا عنه في البلدان. وكان من جملة مَن مضى القاسم بن الإمام موسى بن جعفر – عليهم السلام –، فخرج من المدينة متخفّيا حتّى أتى « حيّ أبي حمزة » فبينا هو في حيرة شديدة، إذ وفد عليه بنتان صغيرتان تلعبان تقول إحداهما للأخرى: لا، وحقّ المنتجب بالوصيّة، والحكم بالرعيّة، والفاصل بالقضيّة، وصاحب بيعة الغدير، ما كان الأمر كذا وكذا. فلمّا سمع ذلك منهما، تهلّل وجهه بشراً، ثمّ قال لإحداهما: يا بنيّة، ولمَن تعنين؟ قالت: أعني به سيف اللّه المسلول، وزوج البتول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب – عليه السلام –. فقال: يا جارية، اهديني على رئيس هذا الحيّ. قالت: هو أبي، وأنا ابنته. فجاء القاسم حتّى دخل عليه، فأكرمه غاية الإكرام، وأقام في خدمته ثلاثة أيّام، فلمّا قضيت الثلاثة أيّام قال القاسم لصاحب الحيّ: إنّي سمعت ممّن سمع من رسول اللّه – صلى الله عليه وآله وسلم –: « إنّ الضيف إلى ثلاثة أيّام ، ومن بعدها فليأكل الصدقات »، فأحبّ منك أن تجعل لي بعض الأشغال حتّى لا يكون زادي صدقة. فجعله سقّاً كما أراد القاسم.
وبقي القاسم مدّة في حيّ أبي حمزة، لا يعرفه أحد من القوم، فانتبه الشيخ ليلةً فرأى القاسم قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، فقال: ويلك يا شيخ، هذا وليّ من أولياء اللّه، اللهمّ اغفر لي بما قصّرت في حقّه، وقرّبه إليه، حتّى صار له عنده منزلة، فزوّجه ابنته، وأقامه في داره إلى أن رزقه اللّه ابنة واحدة.
وبقي القاسم عندهم وقد أينعت بلادهم، وأخصبت وأثمرت أشجارهم، ونمت وكثر عليهم النماة والبركة، كلّ ذلك ببركة القاسم بن الإمام – صلوات اللّه وسلامه عليه – هذا وهم لم يعرفوا أنّه ابن الإمام موسى بن جعفر، ولم يزل قائماً بينهم إلى أن مرض المرض الذي توفّي فيه، وكان الشيخ يزوره، فأقبل الشيخ يوماً على عادته لزيارة القاسم، فرآه يعالج سكرات الموت، فأخذ برأسه وجرّه إليه وقال: يا قاسم قل: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه – صلى الله عليه وآله وسلم –، عليّ وليّ اللّه، فقال القاسم فوق ما قال عمّه.
فقال له عمّه: يا قرّة عيني، مَن أنت؟ ولمَن تنتسب؟ فإنّي أرى لك نوراً ما أراه لأحد في هذا الحيّ لغريبٍ أو قريبٍ، فدمعت عين القاسم، فمسح الشيخ دموعه وبكى لبكائه، ثمّ قال له: يا عمّ، أخاف أن يطفح عليك ممّا أخبرك به. فبكى الشيخ وقال: اللّه أكبر يا عمّ، لعلّك علويّ؟ قال: نعم يا عمّ، ولولا أن تسألني ما أخبرتك؛ لأنّ الرشيد ما أبقى من أهل هذا البيت أحداً إلّا قتله أو صلبه أو بدّده، حتّى شرّدهم عن خيرهم.
فقال الشيخ: يا عمّاه، أنت ابن مَن؟ فقال: ابن الإمام موسى بن جعفر. فلمّا سمع الشيخ، جعل يلطم على رأسه، ويقول: واحيائي من أبيك، لقد استخدمناك، فاجعلني – يا سيّدي – في حلّ ممّا قصّرت في أمرك. فقال القاسم: يا عمّ، لا بأس عليك غفر اللّه لك.
ثمّ قال الشيخ : يا قرّة عيني أوصني بما شئت فإنّي فاعل إن شاء اللّه .
فقال: يا عمّ، إذا أنا قضيت نحبي فغمّضني، وشدّ لحيتي، وغسّلني، وكفّنّي، وادفنّي في مكاني، ونوّه باسمي على قبري. وإذا خرجت إلى مكّة فاجعل طريقك على مدينة جدّي رسول اللّه – صلى الله عليه وآله وسلم –، وخذ ابنتي وزوجتي معك، فإذا دخلت المدينة فأطلق ابنتي هذه، فإنّها ستأتي إلى محلّة بني هاشم، وتأتي داراً عالية، وإنّ تلك الدار هي لنا، ليس فيها رجال إلّا أرامل وأيتام؛ لأنّ الرشيد لم يدع لنا فيها أحداً، ثمّ قضى نحبه صابراً محتسباً. فقام الشيخ وهو ينادي: وا قاسماه، وا غريباه، وا ابن إماماه.
ثمّ قام في تجهيزه وتكفينه ودفنه، فلمّا كان الموسم مضى للحجّ، وأخذ معه ابنته وابنة القاسم، فقضى حجّه ومناسكه، وأتى المدينة المنوّرة – على ساكنها أفضل الصلاة والتحيّة –، ثمّ قال لابنته: الآن يستبين لك البرهان، فجعلت البنت تمشي على هدوء ووقار حتّى أتت داراً عالية، فدخلت البنت، فما مضى قليلاً إلّا وقد علا البكاء والصراخ من داخل الدار، وارتفع الضجيج، وبكت أمّ القاسم ونادت: وا ولداه، وا قاسماه، وا مهجة قلباه، فصاح الشيخ من خارج الدار: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعدن العلم، ومهبط العلم والتوحيد، خذوا ابنتكم عظّم اللّه أجركم، واللّه ما عرفنا عن عزيزكم القاسم حتّى أدركته الوفاة).
وقد أجمع علماء الأنساب على أنّ القاسم لم يعقّب.
قال السيّد ابن عنبة الحسينيّ: (درج منهم خمسة لم يعقِّبوا بغير خلافٍ، وهم: عبد الرّحمن وعقيل والقاسم ويحيى وداود) [عمدة الطالب ص197].
وقال السيّد العمريّ: (وأسماء الرجال: سليمان وعبد الرّحمن والفضل وأحمد وعقيل والقاسم ويحيى وداود، لم يعقّبوا) [المجدي ص299].
وقال الفخر الرازيّ: (وأمّا الّذين اتّفقوا على أنّهم ما أعقبوا:.. والقاسم) [الشجرة المباركة ص77].
تقدّم أنّه دُفن في (سورا) من أعمال مدينة الحلّة السيفيّة، ويسمّى الآن بـ(قضاء القاسم)، عُمّر مرقده عدّة مرّات، لعلّ أوّلها يعود للقرن السّادس أو السّابع الهجريّ - كما يظهر من ابن عنبة في العمدة الجلاليّة -.
والقبر اليوم عامر مشيّد، عليه قبّة فخمة، وقد أسّس العلّامة الشهيد السيّد محمّد تقي الجلاليّ (قدس سره) حوزة علميّة في تلك المنطقة، وأحياها بالمشاريع الثقافية والعمرانية، وذلك بتوجيه ورعاية المرجع الأعلى السيّد محسن الحكيم (قدس سره) سنة 1385هـ/ 1965م، لكن السلطة الظالمة لم تدعه يكمل مشواره، حيث قضت عليه بالقتل سنة 1402هـ/1982م. [ينظر المزار ص147-148 الهامش].
وبهذا يظهر أنّ ما ذكره الياقوت الحمويّ في [معجم البلدان ج3 ص372] – من أنّ قبر القاسم ابن الإمام الكاظم في (شوشة) – خلط بل اشتباه؛ لأنّ القبر الذي في شوشة هو قبر القاسم بن العبّاس ابن الإمام الكاظم (عليه السلام)، كما نصّ السيّد ابن عنبة في [عمدة الطالب ص229-230]، وأمّا قبر القاسم ابن الكاظم فهو في سورا، وهو معروف مشهور.
نصّ جمهرة من العلماء على استحباب زيارته، كالسيّد ابن طاوس الحليّ، بل قرنه بأبي الفضل العبّاس وعليّ الأكبر ومَن جرى مجراهم (صلوات الله عليهم)، وهذا ينبئك عن شأن خطير.
قال السيّد ابن طاوس: (ذكر زيارة قبور أولاد الأئمة – صلوات الله عليهم وسلامه –: إذا أردتَ زيارة أحد منهم، كالقاسم بن الكاظم – عليه السلام –، أو العبّاس بن أمير المؤمنين – عليه السلام –، أو عليّ بن الحسين – عليه السلام – المقتول بالطفّ، ومَن جرى في الحكم مجراهم، تقف على قبر المزور منهم – صلوات الله عليهم –، فقُل:..) [مصباح الزائر ص260].
وقال السيّد مهدي القزوينيّ: (يستحبّ زيارة قبور المشاهير المعروفين من أولاد الأئمّة غير المعصومين، أفضلُهم وسيّدُهم العبّاس بن عليّ – عليه السّلام –... والقاسم ابن الكاظم في سورا، المعروفة الآن بأرض نهر الجربوعيّة من أعمال الحلّة السيفيّة) [المزار ص137].
وفي الخبر المشتهر على الألسن: عن الإمام الرّضا (عليه السّلام): « مَن لم يقدر على زيارتي فليزُر أخي القاسم »، ولا تخفى دلالتُه على جلالة شأنه. ولكنّ هذا الخبر لم يرد في المصادر الحديثيّة، وإنّما هو منقول مستفيض على الألسن. قال الميرزا النوريّ: (وهناك حديث متداول على الألسنة مشهور: أنّه قال – بهذا المضمون – : « مَن لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم »، ولم نعثر على هذا الخبر) [النجم الثاقب ج2 ص171]، وقال الشيخ حرز الدين: (وهناك حديث مسموع مستفيض يُروى عن أبي الحسن الرضا – عليه السلام –...) [مراقد المعارف ج2 ص167].
وقد نظمَ هذا الحديث غيرُ واحد من الشعراء، منهم السيّد علي بن يحيى بن حديد الحسينيّ:
أيّها السيّد الذي جاء فيه * قولُ صدقٍ ثقاتُنا ترويه
بصحيح الإسناد قد جاء حقّاً * عن أخيه لأمّه وأبيه
إنّني قد ضمنتُ جنات عدنٍ * للذي زارني بلا تمويه
وإذا لم يطق زيارة قبري * حيث لم يستطع وصولاً إليه
فليزر إنْ أطاق قبر أخي * القاسم وليحسن الثناء عليه [مراقد المعارف ج2 ص168].
ومن النوادر الأدبيّة: ما كتبه الشيخ محمّد علي اليعقوبيّ: (في 19 شوال سنة 1336هـ مضيتُ في خدمة مؤلف هذا الكتاب، مولاي العالم النحرير الفاضل الأديب سيدي الرضا سليل العلامة السيد محمد الموسوي الهندي قاصدين زيارة السيد الكريم القاسم بن الإمام الكاظم عليهما السلام، وكان السيد المذكور لم يزر ذلك المرقد المقدَّس قبل ذلك إلا مرة واحدة، فلمّا لاحت القبّة الشريفة أنشأ ـ أيده الله ـ مرتجلاً:
فديتُك يا خَلفَ (الكاظمِ) * وخير فتىً من بني هاشمِ
قسمتَ الزّيارة لي مرّتين * وأرجو المزيد من (القاسمِ)
وحين حللنا بذلك المشهد الشريف، وفرغنا من زيارة المرقد المنيف قلت هذين البيتين مخاطِباً فيها سيد الرضا ـ دام عزّه ـ:
بمرقد القاسم إذ زرتُه * نلتُ من الله عظيمَ الرِّضا
فكيف لا أرجو رضاه غداً * ومنكَ قد زرتُ الإمام (الرِّضا) [المزار ص150 الهامش].
وقد داوم العلماء والأخيار على زيارته، كما نصّ الميرزا النوريّ بقوله: (والقاسم المذكور مدفون في ثمانية فراسخ عن الحلّة، وعلى الدوام يذهب العلماء والأخيار لزيارته) [النجم الثاقب ج2 ص171].
وجاء في شعرٍ لأحد الشعراء منقوشٍ بالذهب على ضريحه:
إن شئتَ أن تحيا وعيشك ناعمُ * فاقصدْ ضريحاً حلّ فيه القاسمُ
فيه تُحلّ المشكلات فقبرهُ * كالبيت، في زوّاره متزاحمُ
تقضى به الحاجات وهي عويصة * ويردّ عنك السوء وهو مهاجم
وأمّا كيفيّة زيارته (عليه السلام)، فلم يرد زيارة خاصّة له في كتب العلماء الأبرار، كما لم يرد في غيره من الأكابر والأفاخم من بني هاشم، وقد ذكرنا في جواب سابق حول (زيارات أولاد الأئمّة): أنّ العلماء ذكروا أنحاء متعدّدة لكيفيّة زيارة أولاد الأئمّة (عليهم السلام) ممّن لم يرد فيهم زيارة مخصوصة، فيمكن مراجعتها.
والحمد لله رب العالمين
اترك تعليق