لماذا لقّب الإمام الكاظم (ع) بهذا اللقب
السؤال: لماذا لقب الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بالكاظم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم - أيّدك الله - أن للإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) ألقاباً عديدة، وأبرزها (الكاظم)، وهو اسم فاعل من (الكَظْم)، وهو بمعنى الإمساك والجمع، فمعنى: (كظم الرجلُ غيظه): اجتراع الغيظ والإمساك عن إبدائه وإظهاره، وكأنّ الكاظم يجمعه في جوفه بحسبه وردّه، قال الله تعالى: {وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ} [ينظر: معجم مقاييس اللغة ج5 ص184].
وأصل تلقيب الإمام (عليه السلام) بهذا اللقب هو النصّ الشرعيّ؛ إذ ورد تلقيبه به في النصوص الكثيرة من الأحاديث النبويّة والزيارات المعصوميّة وغيرها:
منها: ما رواه جابر الأنصاريّ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال – لـمّا سأله عن الأئمّة من ولد أمير المؤمنين -: «..ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسى..» [كمال الدين ج1 ص258، الاحتجاج ج1 ص68].
ومنها: ما رواه سلمان الفارسيّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) – في خبرٍ طويل-: «ثمّ ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله (عزّ وجلّ)» [دلائل الإمامة ص447-449].
ومنها: ما ورد في زيارة الإمام الرضا (عليه السلام): «اللّهمّ صلِّ على موسى بن جعفر الكاظم، العبد الصالح، ولسانك في خلقك، الناطق بعلمك، والحجّة على بريّتك، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك» [كامل الزيارات ص516].
ثـمّ إنّه ذُكرت في كلمات العلماء علّتان لتسمية الإمام (عليه السلام) بهذا اللقب عند الناس:
أحدهما: أنّه أُطلق عليه هذا اللقب بسبب صبره على ظلم حكام العباسيّين، حيث قضى جزءاً كبيراً من حياته متنقّلاً بين السجون، كما ذكر ذلك الشيخ المفيد بقوله: (وسُمّي بالكاظم لِـمَا كظمه من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتّى مضى قتيلاً في حبسهم ووثاقهم) [الإرشاد ص216].
والآخر: أنّه أُطلق عليه بسبب كظمه غيظه وعدم إظهار ما يعرفه عن الذين سينكرون إمامة ابنه الرضا (عليه السلام)، ولذلك سُمّي الكاظم، نقل الشيخ الصدوق عن الربيع بن عبد الرحمن قال: (كان –والله- موسى بن جعفر (عليهما السلام) من المتوسّمين، يعلم مَن يقف عليه بعد موته ويجحد الإمام بعد إمامته، فكان يكظم غيظَه عليهم، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم، فسُمّي الكاظم لذلك) [علل الشرائع ج1ص320، عيون أخبار الرضا ج2 ص109].
نكتفي بهذا القدر، والحمد لله أوّلاً وآخراً
اترك تعليق