هل كُتب تفضيل الصحابة على مساجد بغداد؟

السؤال: قيل: (إنَّ مساجد بغداد في وقت بني العبَّاس كان مكتوباً عليها: خير الناس بعد رسول الله، أبو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عثمان ثمَّ علي ثمَّ معاوية خال المؤمنين)، فهل ثبت ذلك؟

: الشيخ نهاد الفياض

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو بكر بن العربيّ في شأن قتل حِجر بن عدي الكنديّ (رضوان الله عليه)...وفيه قوله: (ولو كان [قتله] ظلماً محضاً لما بقي بيتٌ إلَّا لعن فيه معاوية، وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العبَّاس ـ وبينهم وبين بني أميَّة ما لا يخفى على الناس ـ مكتوب على أبواب مساجدها: خير الناس بعد رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أبو بكر، ثمَّ عمر، ثمَّ عثمان، ثمَّ علي، ثمَّ معاوية خال المؤمنين) [العواصم من القواصم ص213].

ولنا على هذا النص المذكور تعليقان:

الأوَّل: الظاهر ـ بحسب التتبع ـ أنَّ هذا المنقول قد تفرَّد به ابن العربيّ وحده، إذْ لم نجده في غير كتابه من المصادر المتاحة في عصرنا الحالي، إذ لوكان ـ كما قال ـ لبان واشتهر عند معاصريه أيضاً، خصوصاً وهو مكتوبٌ على أبواب المساجد كما يدَّعي!

الثاني: لو سلَّمنا بوجود هذا النص، فهو معتمدٌ على ما أسَّسه معاوية بن أبي سفيان من وضع الأحاديث في فضله وفضل من تقدَّمه من الحكَّام، كما هو المنقول في سيرته، والمعروف من منهجه؛ ولذلك فلا يُمكن القبول به.

والنتيجة من كلِّ ما تقدَّم، أنَّ ما حكاه ابن العربيّ لا شاهد عليه، ولو سُلَّم فهو من صنيع الحكومات الظالمة.. والحمد لله ربِّ العالمين.