لماذا يركز سادة الشيعة على التوسل بغير الله كواسطة ؟؟
منار/: لماذا يركز سادة الشيعة على التوسل بغير الله كواسطة ؟؟ هل لأن الله لا يغفر للمشركين ويغفر ما دون ذلك، وهم يريدون إغواء الناس وإدخالهم النار بأسرع الطرق (الشرك)، أو لأنهم يستفيدون مادياً من تلك الزيارات، أو لقطع صلة العامة بالله ؟
لقد ثبت في حديث صحيح رواه الترمذي، وشهد بصحته ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج1 ص 323 والألباني في صحيح الجامع الصغير ح 1279، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علم رجلاً أعمى أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي" .
فهذا الحديث الصحيح والصريح في ألفاظه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علم هذا الرجل الأعمى أن يتوسل به.
فإن قلت: الرجل كان يطلب دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا التوسل به ؟
قلنا: لقد طلب الرجل الأعمى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو له إلى ربه في كشف بصره، لكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علمه التوسل به، وهو ثابت من ظاهر الحديث وصريحه، وكل كلام خلاف هذا الظاهر لا يؤخذ به ويكون من التمحلات التي لا قيمة لها عند أهل العلم؛ لأن الظاهر هو الحجة المعمول بها في علم الأصول مالم يخالف أمراً مقطوعاً به، فيصار إلى التأويل.
ونفس هذا التوسل علمه الصحابي عثمان بن حنيف لرجل أيام عثمان بن عفان، ودعا به فقضى الله حاجته.
وهي الرواية التي صححها الطبراني في المعجم الكبير ج9 ص 30 والبيهقي في دلائل النبوة ج6 ص 167 والحاكم في المستدرك ج1 ص 526 من طريق أحمد بن شبيب عن أبيه، وسلمه الذهبي، وأقر الحافظ المنذري تصحيح الطبراني له في الترغيب والتهذيب ج1 ص 273، وصححه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج2 ص 279، وقد حاول الألباني الطعن في سند الرواية، فتصدى له الحافظ ابن الصديق المغربي في كتابه "إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي"، وألقمه حجراً إلى يوم يبعثون.
هذا، وقد ذهب جمهور أهل السنة من الفقهاء المالكية والشافعية ومتأخري الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة - كما في الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية ج14 ص 156 - إلى جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حياً وميتاً.
وهنا نسأل المستشكل علينا لقولنا بالتوسل: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما علم هذا الرجل الأعمى التوسل به، أو حين علم الصحابي عثمان بن حنيف في عهد عثمان بن عفان أحد الصحابة أو التابعين رجلاً التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو حين أجاز جمهور فقهاء أهل السنة التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حياً وميتاً، هل كان كل هؤلاء يدعون إلى الشرك، فتكون أنت وأمثالك من أعراب البادية أعرف بالتوحيد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة وعلماء المسلمين ؟!!
وقديما قيل: إن شر البلية هو ما يضحك حقاً !!
اترك تعليق