مَن هو ابن سويد صاحب الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ وما كان شأنه؟ وهل وثقت ذكره بعض مصادر أهل السنة ؟
مَن هو ابن سويد صاحب الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ وما كان شأنه؟ وهل وثقت ذكره بعض مصادر أهل السنة ؟
الجواب
هو علي بن سويد السائيّ، من أصحاب الإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام).
قال الشيخ النجاشيّ: (علي بن سويد السائيّ، ينسب إلى قريةٍ قريبةٍ من المدينة يقال لها الساية. روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام. وقيل: إنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وليس أعلم، روى رسالة أبي الحسن موسى عليه السلام إليه.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدَّثنا علي بن حبشي بن قوني قال: حدَّثنا عباس بن محمد بن حسين قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد قال: كتب إلي أبو الحسن موسى عليه السلام بهذه الرسالة) [رجال النجاشيّ ص277].
وقال الشيخ الطوسيُّ: (علي بن سويد السائيّ، له كتابٌ رويناه بالإسناد الأول عن حميد، عن أحمد بن زيد الخزاعي، عن علي بن سويد) [الفهرست ص159].
ووثقه الشيخ فقال: (علي بن سويد السائيُّ ثقة) [رجال الطوسيّ ص359].
له رواياتٌ مبثوثةٌ في كتب الحديث، وكان قد أرسل مجموعة أسئلةٍ للإمام الكاظم ع وهو في السجن، فأجابه الإمام ع.
روى الشيخ الكلينيُّ بثلاث طرق – وبعضها معتبر - عن علي بن سويد قال: كتبت إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في الحبس كتاباً أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة، فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثم أجابني بجواب هذه نسخته:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتضادة، فمصيبٌ ومخطئٌ، وضالٌّ ومهتدٍ، وسميعٌ وأصمُّ وبصيرٌ وأعمى حيران، فالحمد لله الذي عرَفَ ووصفَ دينَه محمدٌ (صلى الله عليه وآله).
أما بعد، فإنك أمرؤ أنزلك الله من آل محمدٍ بمنزلةً خاصةً، وحفظ مودة ما استرعاك من دينه وما ألهمك من رشدك، وبصرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم وبردك الأمور إليهم.
كتبت تسألني عن أمورٍ كنت منها في تقيةٍ، ومن كتمانها في سعة، فلمَّا انقضى سلطان الجبابرة وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أنْ أفسّر لك ما سألتني عنه مخافة أن يدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم، فاتق الله عز ذكره وخصَّ بذلك الأمر أهله، واحذر أنْ تكون سبب بليَّةٍ على الأوصياء أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك وإظهار ما استكتمتك ولن تفعل إن شاء الله.
إنَّ أول ما أنهى إليك أنّي أنعي إليك نفسي في لياليَّ هذه غير جازعٍ ولا نادمٍ ولا شاكٍ فيما هو كائنٌ مما قد قضى الله (عزَّ وجلَّ) وحتم فاستمسك بعروة الدين، آل محمد والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي والمسالمة لهم، والرضا بما قالوا، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك...» [الكافي ج8 ص148ـ150].
وأمّا أهل السنة فلم يذكروا عليَّ بن سويد السائيّ في مصادرهم ولم يقع في أسانيدهم، والذي عندهم هو علي بن سويد بن منجوف السدوسيّ، وهو راوٍ آخر متقدم زمانا على السائيّ صاحب الترجمة، قال ابن حبان عنه: (علي بن سويد بن منجوف السدوسيّ سدوس شيبان بن ذهل كنيته أبو الفضل من أهل البصرة، يروى عن عبد الله بن بريدة، روى عنه حماد بن زيد والنضر بن شميل) [الثقات ج7 ص210].
ورأيت الذهبيَّ ترجم لراوٍ آخر مجهول، فقال: (علي بن سويد شيخ ليحيى الحمانيّ لا يعرف فيقال هو معلى بن هلال بن سويد) [المغني في الضعفاء ج2 ص87]. فقد يكون هو علي بن سويد السائيّ، والله أعلم.
اترك تعليق