شهادة الإمام الصادق (عليه السلام).
السؤال: ما هو الدليل على شهادة الإمام جعفر بن محمَّد الصادق (عليه السلام)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا في جوابٍ سابقٍ تحت عنوان «ما منَّا إلَّا مقتولٌ أو مسموم»: أنَّ المستفاد من جملةٍ من الروايات المعتبرة والمؤيَّدة بكلمات الأعلام: أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله) وسائر المعصومين (عليهم السلام) قد خرجوا من الدنيا بالقتل أو السُّم، ومنهم سيِّدنا ومولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، كما هو واضح.
هذا، وقد ورد في جملةٍ من المصادر التصريح بشهادة الإمام الصادق (عليه السلام) على وجه الخصوص نذكر منها ما يأتي:
1ـ ما قاله الصدوق، وفيه: (واعتقادنا في النبيِ (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه سُمَّ ـ إلى أنْ قال ـ والصادق (عليه السلام) سمَّه المنصور فقتله) [الاعتقادات ص97].
2ـ ما قاله الطبريُّ، وفيه: (قُبض وليُّ الله جعفر بن محمَّد في شوَّال سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، سمَّه المنصور فقتله) [دلائل الإمامة ص246].
3ـ ما قاله الفتَّال، وفيه: (اللَّهم صلِّ على جعفر بن محمَّد إمام المسلمين، ووالِ من والاه، وعاد من عاداه، وضاعف العذاب على من ظلمه وشرك في دمه) [روضة الواعظين ص324، إقبال الأعمال ص214].
4ـ ما قاله البرسيُّ، وفيه: (أنَّ المنصور لـمَّا أراد قتل أبي عبد الله (عليه السلام) استدعى قوماً من الأعاجم يقال لهم (البعرعر) لا يفهمون ولا يعقلون، فخلع عليهم الديباج المثقل، والوشي المنسوخ، وحملت إليهم الأموال، ثمَّ استدعاهم وكانوا مائة رجل، وقال للترجمان: قل لهم: إنَّ لي عدواً يدخل عليَّ الليلة فاقتلوه إذا دخل، فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره، فاستدعى جعفراً (عليه السلام) وأمره أنْ يدخل وحده، ثمَّ قال للترجمان: قل لهم هذا عدوِّي فقطِّعوه، فلمَّا دخل الإمام تعاووا عويَّ الكلاب، ورموا أسلحتهم، وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم، وخروا له سجَّداً، ومرَّغوا وجوههم على التراب، فلما رأى المنصور ذاك خاف، وقال: ما جاء بك؟ قال: أنت، وما جئتُك إلَّا مغتسلاً محنَّطاً، فقال المنصور: معاذ الله أنْ يكون ما تزعم، ارجع راشداً، فخرج جعفر (عليه السلام) والقوم على وجوههم سجَّداً ـ إلى قوله ـ فخاف المنصور من قولهم فسرَّحهم تحت الليل، ثمَّ قتله بعد ذلك بالسُّم) [مشارق أنوار اليقين ص142].
5ـ ما قاله ابن شهر آشوب، وفيه: (وبعد مضي سنتين من ملكه قُبض في شوَّال سنة ثمان وأربعين ومائة. وقيل: يوم الاثنين النصف من رجب. وقال أبو جعفر القمِّي: سمَّه المنصور ودفن بالبقيع) [مناقب آل أبي طالب ج3 ص ٣٩٩].
6ـ ما قاله الشامي، وفيه: (مضى (عليه السلام) في شوَّال سنة ثمان وأربعين ومائة، وله خمسٌ وستون سنة، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدِّه وعمِّه الحسن (عليهم السلام) ...إلى قوله: سمَّه المنصور فقتله) [الدر النظيم ص643].
7ـ ما قاله الطبري، وفيه: (ثمَّ ملك أخوه عبد الله المعروف بأبي جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وأياماً، وبعد ملكه عشرين سنة مات شهيداً) [أسرار الإمامة ص67].
8ـ ما قاله الشبراوي، وفيه: (وتوفي (رضي الله عنه) سنة ثمان وأربعين ومائة في شوَّال، يقال: إنَّه مات بالسُّم في أيام المنصور، ودفن بالبقيع، في القبة التي دفن فيها أبوه، وجدُّه) [الإتحاف بحب الأشراف ص290].
9ـ ما قاله ابن حجر: (توفي سنة أربع وثمانين ومائة مسموماً أيضاً على ما حُكي، وعمره ثمان وستون سنة) [الصواعق المحرقة ج2 ص590].
10ـ ما قاله ابن الصبَّاغ، وفيه: (مات الصادق جعفر بن محمَّد (عليها السلام) سنة ثمان وأربعين ومائة في شوَّال وله من العمر ثمان وستون سنة ـ إلى قوله ـ يقال: إنَّه مات بالسمِّ في أيام المنصور) [الفصول المهمَّة ج2 ص927].
11ـ ما قاله السيِّد مهدي الصدر: (قد صرَّح ثلَّةٌ من الباحثين والمؤلِّفين بأنَّ الصادق (عليه السلام) قضى نحبه شهيداً مسموماً بسم المنصور) [أنوار السماء ج2 ص179]. إلى غيرها من الكلمات الكثيرة الواردة في هذا الشأن، كما لا يخفى على المطالِع.
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ الأدلَّة ـ العامَّة والخاصَّة ـ الدالَّة على استشهاد سيَّدنا وإمامنا جعفر بن محمَّد الصادق (عليه السلام) كافيةٌ في إثبات ذلك ..
والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق