لماذا سرح الإمام الحسين (ع) اصحابه وهو يدافع عن الدين والمفروض ان يجمع الانصار؟
أزهر حكمت الأهوازي/: ليلة العاشر من المحرم ...دعا الامام الحسين اصحابه لتركه..وان يستتروا بظلام اللليل، و يوم العاشر كان يطلب النصره هل من داب يذب عن حرم رسول الله هل من موحد يخاف الله فينا .....والشبهه في انه (عليه السلام) كان يعلم بمصيره فلما سرح اصحابه هذا الليل فاتخذوه جملا وهو يدافع عن الدين والمفروض ان يجمع الانصار لا ان يفرقهم ويخيرهم في امر نصرته وكأن الامر شخصي وليس امر يخص وجود الاسلام باسره.
الأخ أزهر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعلم علم اليقين أنه مقتول في يوم العاشر من محرم وأن معركته مع أعدائه هي معركة خاسرة من الناحية العسكرية لكنه كان يتطلع إلى النصر المعنوي الكبير الذي عبر عنه بكلمته التي قالها لبني هاشم وهو في المدينة قبل التوجه إلى كربلاء : " من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح ".
فعن أي فتح كان يتحدث أبو عبد الله عليه السلام وهو يعلم أنه مقتول وشهيد وأن من يلحق به سيكون مقتولا وشهيدا ؟!!
إنه (عليه السلام) كان يتحدث عن الفتح المعنوي والصرخة الكبرى التي ستنطلق في العالم إثر استشهاده والتي ستزلزل عروش الظالمين إلى يوم القيامة .
ومن هنا حتى يكون لهذه الصرخة أثرها المعنوي الكبير ووقعها العظيم في قلوب المؤمنين احتاجت إلى رجال أشداء لا يهابون الموت، بل يواجهونه بصدور عارية وكأنهم يزفون إلى عرس بهيج هو عرس الشهادة والوفاء، عرس الخلود والبقاء عرس التضحية بكل غال ونفيس من أجل رفعة الدين وإعلاء كلمة الحق في الأرض .
من أجل ذلك كله كان الحسين (عليه السلام) يختبر أصحابه ويأذن لضعيفي الهمم أن يتركوا ساحته حتى لا يكون لهم دور سلبي في ثورته يوم العاشر من محرم .
ولكن يبقى الكلام لماذا طلب النصرة (عليه السلام) في يوم العاشر من محرم مع إنه أذن لأصحابه في المغادرة في ليلة العاشر ؟
الجواب : بعد أن أدت الثورة غرضها في التصدي والصمود في يوم العاشر وقدمت الضحايا تلو الضحايا في نصرة الدين أصبح الموقف المعنوي للحسين (عليه السلام) كبيرا جدا فبات لا يخشى على ثورته من الانهيار فكان إلقاء الحجة بطلب النصرة على جميع الناس تاما من هذه الناحية .
اترك تعليق