توضيح لشبهة الآكل والمأكول.

حامد الشمري/: نرجو من الاخوة في المركز توضيح شبهة الآكل والمأكول وبماذا يجاب عنها؟

: اللجنة العلمية

شبهة الآكل والمأكول هي من أقدم الشبهات التي وردت في الكتب الكلامية حول المعاد الجسماني وقد اعتنى بدفعها المتكلمون والفلاسفة الإلهيون عناية بالغة ، والإشكال يقرر بصورتين نأتي بهما مع الإجابة عنهما :

الصورة الأولى: لو أكل إنسان كافر إنسانا مؤمنا صار بدنه أو جزء منه جزءا من بدن

الكافر ، والكافر يعذب فيلزم تعذيب المؤمن وهو ظلم عليه .

والجواب عنه واضح ، فإن المدرك للآلام واللذائذ هو الروح ، والبدن وسيلة لإدراك ما هو المحسوس منهما ، وعليه فصيرورة بدن المؤمن جزءا من بدن الكافر لا يلازم تعذيب المؤمن ، لأن المعذب في الحقيقة هو روح الكافر ونفسه ، لا روح المؤمن ، وهذا نظير أخذ كلية الإنسان الحي ووصلها بإنسان آخر ، فلو عذب هذا الأخير أو نعم ، فالمعذب والمنعم هو هو ، ولا صلة بينه وبين من وهب كليته إليه .

الصورة الثانية: إذا أكل إنسان إنسانا يصير بدنه المأكول أو جزء منه ، جزء البدن الآكل ، وتلك الأجزاء إما يعاد مع بدن الآكل ، وإما يعاد مع بدن المأكول ، أو لا يعاد أصلا . ولازم الجميع عدم عود البدن بتمامه وبعينه ، أما في أحدهما كما في الفرضين الأولين ، أو في كليهما كما في الفرض الأخير ، فالمعاد الجسماني بمعنى حشر الأبدان بعينها باطل.

والمشهور عند المتكلمين في الإجابة عنه هو أن بدن الإنسان مركب من الأجزاء الأصلية والفاضلة ، والأجزاء الأصلية باقية بعد الموت ، وعند الإعادة تؤلف وتضم معها أجزاء أخرى زائدة ، والمعتبر في المعاد الجسماني هو إعادة تلك الأجزاء الأصلية ، والأجزاء الأصلية في كل بدن تكون فاضلة في غيره ، وإليه أشار المحقق الطوسي بقوله : " ولا يجب إعادة فواضل المكلف " . (راجع كتاب محاضرات في الالهيات للشيخ السبحاني, ص418 – 419).