ان كان لا يجوز التقليد في العقائد فمن أين يأخذ المكلف عقائده الصحيحة؟

صفاء الشيخلي/ الكويت/: ذكرتم في اجاباتكم على موقعكم انه لا يجوز التقليد في العقائد .. فاذن من ياخذ عقائده الصحيحة ان قلتم من اهل الاختصاص اقول لكم اذن مالفرق بين التقليد بالفروع والتقليد بالاصول وان قلتم من المصادر الشيعية المختصة فاقول واي فرق بين من يعتمد على منهاج الصالحين وبين من ياخذ عقائده بالاعتماد عل المصادر التي الفها احد العلماء؟؟

: اللجنة العلمية

 الأخ صفاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 العقائد أمور جوانحية قلبية يجب اليقين فيها وعقد القلب على عقيدة سليمة يطمئن القلب اليها تمام الإطمئنان ، وهذا المقدار من اليقين والإطمئنان لا يوفره التقليد لأن غاية ما يوفره التقليد للمقلد هو الظن المعتبر والعقائد يجب فيها اليقين والاطمئنان التام فلا يجوز التقليد فيها .

تقول : وكيف للمكلف الوصول إلى هذا اليقين والاطمئنان التام ؟

نقول : بالنسبة للتوحيد فالطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق ، فلا يعز على الإنسان ، سواء كان عالما أو جاهلا ،أن يصل إلى معرفة رب العالمين واليقين بوجوده .

 وأما النبوة فالشهرة العظيمة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وثبوت نبوته للقاصي والداني تغني عن تجشم عناء البحث والتحقيق في صدق هذه النبوة من عدمها حتى يصل الإنسان لليقين المطلوب .

أما المعاد فالإنسان يصل للاعتقاد به باقل التفاتة لأنه إذا ثبت عنده التوحيد وأنه سبحانه حكيم عادل فلا بد أن يثبت المعاد عنده جزما فهو يرى مثلا غلبة الظالم في الدنيا على المظلوم وافلاته من العقاب فيقول بمقتضى حكمة الله وعدله لا بد أن يوجد عالم آخر ترجع فيه العباد ويقتص الله (عز وجل) فيه من الظالم للمظلوم .

فهذه هي أمهات الأصول في العقائد (التوحيد والنبوة والمعاد) وهي كما ترى ميسرة للإيمان بها إيمانا تطمئن له القلوب ولا تضطر فيه لتقليد فلان وفلان من الناس . 

 نعم في موارد الخلاف والاختلاف بين الدعاوى، كما لو كان الإنسان يعيش في مجتمعات مختلطة من أديان واتجاهات عقائدية مختلفة لابد عليه من البحث والتنقيب العلمي الجاد في صحة كل ما يسمعه ويطرح عليه واخضاعه لقواعد الفهم السليم والضوابط العقلية حتى ينتهي للعقيدة السليمة التي يمكنه الإطمئنان بها على صحة اعتقاده.