جواب المركز على رسالة ادارة المدرسة الشيخية.

بسمه تعالى الاخوة في مركز الرصد العقائدي التابع للعتبة الحسينية المقدسة... السلام عليكم و بعد... فإن من البديهي جداً ان المدرسة الشيخية -بحثياً و تأريخيا- لم تولد من رحم الفرقة الإخبارية، كما ان من الخطأ الكبير ان نعتبر ان البابية ظهرت من المدرسة الشيخية كما ذكرتم و الأدلة على ذلك واضحة جدا و لا تحتاج الى عناء للحصول عليها او فهمها لذلك فإن من الغريب جدا منكم كباحثين من المفترض ان تكونوا دقيقين بأنكم ذكرتم غير هذا، و ما قلتموه وهم و خطأ كبير يرجى تداركه و تصحيحه و تحري الحقيقة و ابرازها  لا سيما و انكم قد وصفتم مركزكم بالتالي:(يمثل مركز الرصد العقائدي دوراً مهما في عملية انتقاء الحقيقة وإبرازها بمصداقية) لكن للأسف انكم نقلتم كلام خصوم الشيخية فقط و لم ترجعوا الى التراث العلمي للمدرسة الشيخية، لذلك لم يكن جوابكم دقيقا و كذلك للأسباب التالية: 1.  من الواضح جدا و المتفق عليه ان كل مدارس المذهب الجعفري الامامي الاثني عشري مرجعها الاخبار المروية عن الائمة الاطهار عليهم السلام فلا اختصاص لمدرسة من مدارس هذا المذهب الحق دون أخرى ان تسمى بالاخبارية اذ ان جميعها قد امتثلت لامر الشارع المقدس بكتابة الاخبار و نشرها و الرجوع اليها رغم ادعاء البعض دون غيرهم بالتفرد بالاخبار من دون دليل على ذلك، اما الشيخية فهم كباقي المدارس الشيعية من هذا الجانب و لا يصح اعتبارهم وحدهم اخباريين او انهم ولدوا من رحم المدرسة الإخبارية و قد أشار الى ذلك الكثير من العلماء و الشخصيات و المراجع مثل الشيخ جعفر السبحاني فقد نفى نسبة الشيخية الى الاخبارية، و ذكر انهم لا يختلفون في أصول دينهم و عقيدتهم مع باقي مدارس الشيعة الامامية الاثني عشرية، ونصُّ عبارته كما في كتابه المذاهب الاسلامية ص351 هو(انَّهم لا يختلفون في أُصول الدين وأُمهات المسائل الشرعية عن سائر الشيعة الإمامية، وليسوا أخباريّين كما ربما يُتَوهَّم). 2.  وجود مؤلفات كثيرة في علم الاصول صنفها علماء المدرسة الشيخية، فمثلا مؤسس المدرسة الشيخية الشيخ احمد الاحسائي(اع) و من خلال ما وصل الينا من مؤلفاته فإنه قد افرد(9مؤلفات) في علم الأصول غير اشارته لهذا العلم و بحثه إياه في كثير من مؤلفاته الأخرى  التي تجاوز عددها (145 مؤلفاً)، و كذلك باقي تلامذته و مراجع المدرسة الشيخية و علماؤها فقد الفوا مئات الكتب في هذا العلم فمثلا تلميذه الأكبر و الأشهر المرحوم السيد كاظم الرشتي(اع)فقد وصل الينا من كتبه(16 مؤلفا)في علم الأصول و كذلك الحاج محمد كريم خان الكرماني(اع)فقد كتب(23مؤلفاً) في علم الأصول و قد ورد في احد مؤلفاته و هو(سوانح سفر خراسان) في ص3قوله:(...علم الاصول الذي يحتاج اليه الاخباري و الاصولي و قد الف هذه الجملة علماؤنا المتقدمون رضوان الله عليهم في كتاب و سموها اصولا و لا شك ان الفقه لايعرف الا بعلم الاصول)هذا كله على سبيل المثال و الا فإن باقي علماء المدرسة كلهم الفوا في هذا العلم و اعتمدوه و لا يسع مقام الاختصار لذكر اكثر من ذلك ، و للاطلاع على نموذج من ذلك يمكن مراجعة موسوعة (جوامع الكلم 9 مجلدات)تأليف المرحوم الشيخ احمد الاحسائي(اع)و موسوعة(جواهر الحكم 15 مجلداً)تأليف المرحوم السيد كاظم الرشتي(اع)،و موسوعة المؤلفات العربية(مكارم الابرار 32 مجلداً)للمرحوم الحاج محمد كريم خان الكرماني(اع)،فهل بعد ذلك كله يصح ان نعتبر المدرسة الشيخية إخبارية؟؟!!!. 3.  ان نسبة البابية و البهائية الى المدرسة الشيخية امر واضح الخطأ بينه كثير من العلماء و المؤرخين و المحققين نذكر منهم على سبيل الاختصار السيد محمد حسن الطالقاني في كتابه الشيخية في (ص207)و (ص208)فقد أشار الى ان الحاج محمد كريم خان الكرماني قد رد على الباب في(12 مؤلفا)من مؤلفاته،و كذلك أشار الدكتور طالب محمود الغريب في كتابه(السيد علي السيد عبد الله الموسوي و نظرته الفلسفية في الأمور الدينية و السياسية و الاجتماعية،كما لا يخفى على الباحثين ان الباب نفسه قد حارب الشيخية و مرجعيها الاحسائي و الرشتي(اع)في كتابه البيان اذ قال(حرمنا عليكم يا حروف كلمة البيان و مظاهر النقطة السائرة في هويات الظهور النظر الى تفسير الزيارة و شرح الخطبة و كلما كتب الأحمد بيمينه و الكاظم بيمناه)،اذن فلا داعي للاستمرار في التمسك بذكر أمور فندها الواقع و التأريخ فضلا عن الدراسات البحثية في الصعد المختلفة. ختاما و بعد وضوح الامر يرجى مراجعة جوابكم بدقة و ذكر الحقائق التي يجب ان يتحلى بابرازها الباحثون المنصفون و شكرا لكم. إدارة المدرسة الشيخية 21 ربيع الأول1440 هج 29/11/2018م

: اللجنة العلمية

إدارة المدرسة الشيخية .. السلام عليكم أيها الأخوة الأكارم ورحمة الله وبركاته :

ماذكر في جوابنا على الموقع هو حصيلة ما توفر لدينا من معلومات عن الشيخية ، خاصة وهي فرقة تخفي الكثير من عقائدها عن الناس كما يؤكد المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم ( دام ظله الوارف ) ، عندما سؤل عن الشيخية :ما حقيقة الشيخية ؟ ما الفرق بينهم وبين سائر الشيعة الإمامية ؟ هذا وأنا من عائلة شيخية ولا أعرف فرقاً بيني وبين باقي الشيعة ، علماً أني قرأت بعض كتب الشيخية مثل ( عقيدة الشيعة ) للميرزا علي الحائري وكذلك كتاب ( حياة النفس ) للشيخ أحمد الأحسائي ولم أستبن الفرق ، أرجو الإجابة بشيء من التفصيل ؟.

 فأجاب دام ظله : ( عامتهم لا يعرفون شيئاً عن عقائدهم ، وخاصتهم لا يجهرون بما عندهم لنعرف جلية الحال ، غير إن هذا التكتم من الخاصة وتميز جماعة الشيخية عن بقية فرقة الإمامية وانعزالهم مثير للريب فيهم إذ لو لم يكن بيننا وبينهم فرق كما يقولون فلم هذا الانعزال والانشقاق عن الفرقة الحقة حتى صاروا فرقة داخل فرقة وما الفائدة فيه غير إضعاف أهل الحق وشق كلمتهم ، ومن ثم يصعب علينا الجزم بمطابقة عقائدهم لعقائد الفرقة الحقة التي تقدمت الإشارة إليها غير انه لا يتيسر لنا تحديد معالم عقيدتهم مع هذا الصمت والانكماش والانعزال . وهم بذلك يتحملون مسؤولية الانشقاق والفرقة ونسأله سبحانه صلاح الأحوال وجمع الكلمة إنه أرحم الراحمين ). انتهى [موقع سماحة السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله الوارف].

وهذا الاختلاف في الأجوبة والتشخيص يعود إلى واقع الفرقة في الأساس وليس من جهة القصور من الباحثين ، فعندما لا تتوفر للباحث المصادر الكافية من الجهة ذاتها يكون للآراء مجالا واسعا من هذه الناحية ، وما ورد في جوابنا بأن الشيخية فرقة ولدت من رحم الفرقة الإخبارية هو لما ذكره بعض المؤرخين مثل الشيخ محمد شريف رازي في كتابه ( آثار الحجة ) ج1 ص 168 الذي صرح بأن الشيخية تأثرت برؤى وأفكار الفرقة الإخبارية ، وهذا الكتاب ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة  ج26 ص 11  ، فراجع .

وكذلك لما هو معروف عند الشيخية من الإعتماد على الأخبار الضعيفة -حسب المنهج الحديثي الأصولي - بالشكل الذي يجعلنا لا نجزم أنها فرقة أصولية تعمل بضوابط علم الحديث المعروفة في المنهج الأصولي ، رغم وجود بعض المؤلفات الأصولية لعلماء هذه الفرقة ، ولا أقل قد تكون فرقة توفيقية بين المنهجين الأصولي والأخباري ، لكنها ليست فرقة أصولية جزما.

وأما الشق الآخر في جوابنا بأن البابية ولدت من رحم الفرقة الشيخية ، فلا نظن أحدا يختلف بأن السيد علي بن محمد الشيرازي المسمى بالباب هو تلميذ السيد كاظم الرشتي - وريث الشيخ أحمد الإحسائي ( رحمه الله ) في علمه- ، وقد كانت لأفكار الإنتظار وتحديد موعد الظهور التي كان يروج لها الشيخ الإحسائي والسيد الرشتي هي الممهدة لظهور فكرة الباب وإدعاء الإتصال بالإمام المهدي ( عليه السلام ) ، وأيضا عقيدة الركن الرابع عند الشق الكرماني من الفرقة الذي يقول بإستمرار الإتصال في عصر الغيبة بالإمام المهدي (عليه السلام) هي نفسها دعوى البابية روحا ، رغم الصراع المعروف بين الطرفين الكرماني والبابي .

وعلى العموم أيها الأخوة الأعزاء نرجو تزويدنا بما عندكم من مصادر وكتب معتبرة لكبار علمائكم توضح لنا عقائدكم ومبانيكم الفقهية والأصولية حتى نكون على إطلاع تام بهذه الفرقة .

ودمتم في رعاية الله وحفظه