هل حديث "يجدد الله دين الأمة كل مائة سنة" مروي عند الإمامية؟

السؤال: هل حديث: "إن الله ليبعث في هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" مروي عندنا نحن الإمامية أيضاً؟ و ما المقصود من هذه البعثة ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختصّ المخالفون برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، روى أبو داود والطبرانيّ والحاكم وغيرهم بالإسناد عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها » [سنن أبي داود ج2 ص311، المعجم الأوسط ج6 ص324، المستدرك ج4 ص522، وغيرها].

وقال العلّامة المناويّ: (« إنّ الله تعالى يبعث لهذه الأمّة » أي يقيّض لها « على رأس كلّ مائة سنة » من الهجرة أو غيرها - على ما سبق تقريره -، والمراد الرأس تقريباً « مَن » أي رجلاً أو أكثر « يجدّد لها دينها » أي يبيّن السنّة من البدعة، ويكثر العلم، وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلّهم، قالوا: ولا يكون إلّا عالماً بالعلوم الدينيّة الظاهرة والباطنة، قال ابن كثير: قد ادّعى كلّ قوم في إمامهم أنّه المراد بهذا الحديث، والظاهر أنّه يعمّ جملة من العلماء من كلّ طائفة وكلّ صنف من مفسّرٍ ومحدّثٍ وفقيه ونحويّ ولغويّ وغيرهم) [فيض القدير ج2 ص357].

وأمّـا الوارد في تراث أهل البيت (عليهم السلام) فهو:

ما رواه الشيخ الكشيّ بالإسناد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « يحمل هذا الدين في كلّ قرنٍ عدولٌ، ينفون عنه تأويل المبطلين، وتحريف الغالين، وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير خبث الحديد » [اختيار معرفة الرجال ج1 ص11].

وورد بلفظ: « في كلّ خلف » بدل « في كلّ قرن »، وهو ما رواه الشيخان الصفّار والكلينيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام): « فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلفٍ عدولاً، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين » [بصائر الدرجات ص30، الكافي ج1 ص32].

وما رواه الشيخان الحميريّ والصدوق عن الإمام الصادق، عن آبائه (عليهم السلام): أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ في كلّ خلف من أمّتي عدلاً من أهل بيتي، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين » [قرب الإسناد ص77، كمال الدين ص221].

والحمد لله ربّ العالمين