إذا تَعارضَ العِلمُ والقُرآنُ الكَرِيمُ والنُّصوصُ الرِّوائِيةُ ماذا نُقدِّمْ؟!!
Ammar Subhi Hial/: اذا تَعارضَ العِلمُ والقُرآنُ الكَرِيمُ أو النُّصوصُ الرِّوائِيةُ ماذا نُقدِّمْ؟؟
الأخُ عمَّار المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه.
التَّعارضُ نَوعانِ:
الأول: التَّعارضُ المسْتقِرُّ، وهو التَّعارضُ الذي يَكُون بنحوِ السَّلبِ والإيجَابِ بينَ الطَّرفيْنِ، وهذا لم نَشهَدْ مِثلَه في مَوضُوعةِ العِلمِ والقُرآنِ أو القُرآنِ والرِّواياتِ، إذ لم نَجدْ مِصْداقاً وَاحِداً عِلميّاً أو رِوائِياً مَقطُوعاً به يُخالِفُ نصّاً قُرآنِياً مَقطُوعاً به، وإنْ وَجدتُّم مِثلَ هذِه المعَارَضةِ (أي المعَارَضةُ بينَ قَطعِيَّينِ منَ العِلمِ والرِّواياتِ مع القُرآنِ) أخْبِرُونا بها رجاءً؟
نعم. قد يَقعُ التَّعارضُ المسْتقِرُّ بينَ الرِّواياتِ، وهنا بعدَ عَدمِ وُجودِ مُرجِّحاتٍ يُمكنُ فيها تَرجِيحُ أحدِ الطَّرفيْنِ على الآخَرِ، يُصارُ إما إلى التَّخيِيرِ أو التَّساقُطِ، حَسبَ المبَانِي التي يَعمَلُ بها عُلماءُ الأصُولِ في مثلِ المبْحثِ المذكُورِ (راجِع: مَبحثَ التَّعادلِ والتَّراجِيحِ مِن عِلمِ الأصُولِ).
الثَّاني: التَّعارضُ غَيرُ المسْتقرِّ، وهو التَّعارضُ الذي يَكُون بينَ العامِّ والخاصِّ مثلاً أو المطْلَقِ والمقيَّدِ ونحو ذلك، فمِثلُ هذا التَّعارضِ يُمكنُ الجَمعُ فيه بينَ الطَّرفيْنِ جَمعاً عُرفيّاً يَرفعُ التَّعارضَ بينَهما تماماً، كما لو عَارضَ العُمومُ القُرآنيُّ الخاصَّ الرِّوائيَّ فهُنا يُحمَلُ العُمومُ القُرآنيُّ على هذا الخاصِّ الرِّوائيِّ، وهكذا.
وعلى العُمومِ يُمكِنُك الإسْتِعانةُ بِقَاعِدةٍ عامَّةٍ في مَبحثِ التَّعارضِ (بينَ أيِّ طَرفيْنِ) إذا كانَ أحدُ الطَرفيْنِ قَطعيَّ الدِّلَالةِ والصُّدورِ يُقدَّمُ على الآخرِ الظَّنِّي الدِّلَالةِ والصُّدورِ إذا عَارضَه.. هذِه قَاعِدةٌ عامَّةٌ يُمكِنُك الإسْتِفادةُ منْها في محلِّ سُؤالِك.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق