سلسلة سؤال وجواب حول المعاد (10)

س1: ما الغرض من الحساب الإلهي ؟

ج: وذلك للاحتجاج على العاصين, وإبراز عدله تعالى على العباد في مقام الجزاء, وليس لاستحقاق العباد من الثواب والعقاب؛ لأنّ هذا أمرٌ واضح.  

س2: هل جميع الخلق يخضع للحساب الإلهي؟

ج: الناس بالنسبة للحساب أربعُ طوائف:

الأولى: يدخلون الجنّة بغير حساب: وهم الأنبياء والأولياء, إذ وصلوا إلى مرتبةٍ أعلى من مرتبة الحساب, كرامةً منه تعالى.

الثانية: يدخلون الجنة بغير حساب أيضاً: وذلك لأنّهم حاسبوا أنفسهم في الدنيا قبل أنْ يُحاسبوا, ووزنوها قبل أنْ يوزنوا, فلذا فإنّهم يوم القيامة لا يبقى عندهم شيء للحساب .

الثالثة: لا يدخلون الجنّة إلا بعد الحساب: وهم من خلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً, ولم يصلحوا أنفسهم في الدنيا - كما في أصحاب الطائفة الثانية - فهؤلاء يقفون للحساب فإنْ ترجّحت كفةً الحسنات دخلوا الجنّة وإلا فإلى النّار . 

الرابعة: يدخلون النّار بلا حساب: لأنّ فائدة الحساب إذا وجدت الحسنات أمّا هؤلاء لا حسنات لهم, أو لهم حسنات لكنّهم أحبطوها في عالم الدنيا, كما في قوله تعالى:(فلا نقيمُ لهم يوم القيامةِ وزناً))(الكهف: 105).

س3: هل يجب الاعتقاد بيوم الحساب؟

ج: نعم يجب الاعتقاد بيوم الحساب, ومنكره إنّما أنكر ضرورة من ضروريات الدين, فيحكم بكفره , قال تعالى: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ))(إبراهيم:41).

وقوله تعالى: ((إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ))(المؤمن:27). 

س4: ما معنى شهود يوم القيامة؟

ج: وهم أولئك النفر أو الموجودات التي تشهد على أعمال الخلائق يوم القيامة حين تقوم المحكمة الإلهية, ويؤتى بالشهود والشهداء والأشهاد ليشهدوا على ما في صحيفة أعمال الإنسان.

س5: من هم شهود يوم القيامة؟

ج: يمكن ذكر سبعاً من الشهود:

(1) الله سبحانه وتعالى: قال تعالى: ((إنّ الله يَفصْلُ بينهم يوم القيامة إنّ اللهَ على كلِّ شيءٍ شهيد))(الحج:17).

(2) نبي كلّ أمة: قال تعالى: ((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(النحل: 89) والمقصود بالشهيد هو نبيهم.

(3) نبي الإسلام: قال تعالى: ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا))(النساء: 41).

(4) بعض الأئمة (عليهم السلام): قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا))(البقرة: 143). 

(5) الأعضاء والجوارح: قال تعالى: ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(النور: 24). 

(6) الأرض: قال تعالى: ((إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا))(الزلزلة: 1-4).

(7) الملائكة: قال تعالى: ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ))(الإنفطار: 10-11).