لا علاقة للزهد بامتلاك الأموال!!

عبد الرحيم/الكويت/: كيف يكون علي (رضي الله عنه) أزهد الصحابة وقد توفي عن أربعة وعشرين ولداً من ذكر وأنثى، وقيل عن أربعين ولداً إلا واحداً ما بين ذكر وأنثى -ذكره المزي والذهبي في التهذيب والتذهيب- وترك لهم من العقار والضياع ما كانوا به أغنياء في قومهم. ومن جملة عقاره (ينبع) التي تصدق بها، كانت تغل ألف وسق تمراً سوى زرعها؟.

: اللجنة العلمية

    الأخ عبد الرحيم المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

    لا علاقة للزهد بامتلاك الشخص للأموال أو الأملاك، بل الزهد -كما يعرفه أغلب علماء المسلمين- هو العزوف عن الدنيا وملذاتها ومتاعها باعتبارها أمراً زائلاً والرضا بالقليل منها، فقد يملك الشخص ملايين الدنانير أو المليارات، لكنه يأكل أكلاً بسيطاً كأي فقير في الدنيا، أو يلبس ملابس بسيطة جداً، ولا تجعله هذه الأموال يركن للدنيا وزخرفها وزبرجها، وهذه السيرة كانت معلومة من علي (عليه السلام) في مأكله وملبسه ومشربه حتى اشتهر عنه قوله: "والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها".

   ثم يقول بعدها: "حتى قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟

   فقلت: أعزب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى، ما لعلي ونعمة لا تبقى".

   وهذا الكلام كان يقوله (عليه السلام) وهو الذي كان يحكم نصف الكرة الأرضية، والأموال تجبى إليه من كل حدب وصوب أيام خلافته، وقد وقف أمام الناس يقول لهم: "يا أهل الكوفة، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن". 

   فلا تستغرب بعد هذا حين تختار الأمم المتحدة عام 2002 علياً (عليه السلام) أعدل حاكم في تأريخ البشرية. 

   ودمتم سالمين.