شبهة أن كلمة أبابيل جاءت من مدينة أبابيلو وحادثة أصحاب الفيل وما مسهم خرافة

كلمة أبابيل : جاءتْ من اسم مدينة أبابيلو بالآرامية (ababile) بُنِيَتْ هذهِ المدينة 6000 ق.م على يد أبابيل بن زاب بن صفن أحد أحفاد لجش بن شنعار .ومن أهمّ ملوكها : سوانا وتندير ونتكاسي ... دُمّرَت على يد الملك المادي سيروس (Cyrus) عام 530 ق.م أُشتُهِرَتْ هذه المدينة بكثرةِ الميّاه فيها حيث بُنِيَتْ على ضفاف نهرِ الخوصر واشتُهِرَت أيضاً بكثرة الطيور المتنوعة الأصناف حتى سُمّيت هذه الطيور بطيور أبابيل نسبةً للمدينة وضلّت الطيورُ تُعرَفُ بهذا الاسم في الحضارات العراقيةِ القديمةِ وما حولها - في الحروب الآشورية كانوا يعتقدون أنّ أسراباً من الطيور المقاتلة تشاركُ في المعارك و تساهمُ في رمي الحجارةِ على الأعداء وإلقائِها على رؤوسهم وانتشرتْ هذه الخرافةُ في الحضارات الأخرى لاستعمالها في دَبّ الرعبِ  في قلوب الأعداء حتى وصلت هذه الخرافة أيضاً إلى جزيرة العرب بحيث نظّم الشعراء قبل الإسلام أبياتاً تدل على تصديقهم لها فقال الشاعر رؤبة بن العجاج: ومسّهم ما مسّ أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل ولعبت بهم طير أبابيل فصيروا مثل عصف مأكول . فكرة انتقل هذا الاعتقاد إلى الإسلام بحكم الايمان بصحته في البيئة المحيطة "وأرسل عليهم طير أبابيل*ترميهم بحجارة من سجيل" الفيل ٣+٤ "فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارةً من سجيل" الحجر 74 "جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود"هود82 المصدر-- ١- ألواح نينوى (أباب-إيلو)تعود إلى 2000 ق.م ٢- ألواح مدينة كالح(النمرود) / شمال العِرَٱق تعود إلى 728 ق.م ٣- ديوان رُؤبة بن العجاج - اخراج وليم بن الورد البروسي

: اللجنة العلمية

الجوابُ :

اولاً : من أينَ للمشكلِ إثباتُ أنّ هنالك مدينةً اسمُها ابابيلو وانها كثيرةُ المياه وكان فيها طيرٌ يُسمّى ابابيل ؟.

هل رآها بعينه مثلاً ؟، أم أنها نُقلَت اليه من كتب التاريخ ؟.

أقولُ : لا شكّ في  أنّ الجوابَ هوَ الثاني وأنّ تلكَ المدينةَ نقلها لنا التاريخُ  بأخبارِ آحاد . وعليهِ فلماذا صدّقَ باخبارِ الآحاد التي نَقلتْ لنا تلكَ المدينة ( ابابيلو ) ولم يُصدّق بواقعةِ الفيل وما فعلتهُ طيورُ الأبابيل المرويّةُ بتواترِ المؤرخينَ والشعراء فضلاً عن كتاب الله تعالى .

ثانياً : إنّ حادثة َأصحابِ الفيل وما جرى على جيش أبرهة، حادثةٌ متواترةٌ نقلها كلُّ المؤرخينَ بلا استثناء، وإنْ شككتَ فيها فيحقُّ لنا أنْ نُشكّكَ في أصلِ قصّةِ مدينة ابابيلو وقصّةِ كثرةِ الطّيور فيها ... الخ .

إذ ما الفرقُ بينَ نقلِ واقعةِ أبرهةَ وطيرِ أبابيل وبينَ مدينة ابابيلو!! فكلاهما نقلهما  لنا التاريخُ فلمَ صدّقتَ الثاني وكذبّتَ الأول ؟.

ثالثاً : إنّ ما استشهدتَ به من قولِ الشاعر يدلُّ على صدقِ حادثةِ جيشِ أبرهة لأنها وقعت قبل الاسلام وهذا الشاعرُ واحدٌ من الكثيرينَ الذينَ نقلوا لنا واقعةَ جيش أبرهةَ، فقولُ الشاعرِ هذا و غيره دليلٌ لنا وليس لك .