البِدعة لغةً: للبِدعة في اللغة اصلان؛ أحدهما: (البَدع)، وهو مأخوذ من (بَدَعَ)، وثانيهما: (الابداع)، وهو مأخوذ من (أبدعَ). وكلا هذين الاصلين يعطي معنى واحداً، وهو عبارة عن انشاء الشيء لا على مثالٍ سابق، واختراعه وابتكاره بعد ان لم يكن. يقول الفراهيدي: عن (البَدع): (هو أحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة)(1). ويقول الراغب عن (الابداع): (هو انشاء صفةٍ بلا احتذاء واقتداء))(2). وينص الأزهري على ان (الابداع) أكثر استعمالاً من (البَدع)، وهذا لا يعني ان استعمال (البَدع) خطأ، وانما هو صحيح ولكنه قليل، فيقول في ذلك: و(أبدعَ أكثر في الكلام من بَدَعَ، ولو استعمل بَدَع لم يكن خطأ) (3). وعلى هذا الاساس تقول من (البَدع): (بدعتُ الشيء إذا أنشأته)(4). وتقول من (الابداع): ابتدع الشيء: أي (أنشأه وبدأه)(5)، وتقول أيضاً: (أبدعت الشيء أي اخترعته لا على مثال)(6). البدعة اصطلاحاً: إن كلمة (البدعة) لم تستعمل في الاصطلاح الشرعي إلا فيما هو مذموم، والروايات الواردة عن النبي الأكرم (ص) وأهل بيته (ع) تصل في كثرتها إلى حد الاستفاضة في هذا النحو من الاستعمال.
ففي الحديث المتفق عليه بين الفريقين ان النبي الأكرم (ص) قال: ((... ألا وكل بدعة ضلالة، ألا وكل ضلالة في النار))(7).
وبذلك فإن البدعة وفق الاصطلاح الشرعي هي: (إدخال ما ليس من الدين فيه).
أو انها: طريقةٌ مخترعةٌ في دين الله تعالى، تُضاهي أو تُماثل الأحكام الشرعيَّة، أو هي طريقة في الدِّين مُخترَعةٌ، تضاهي الشّرعيّة.
ولعل الأصل في اصطلاح (البدعة) هو قوله تعالى: ((ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله)) سورة الحديد، الآية(27).
______________________________________
(1) العين، الفراهيدي، ج2، ص54.
(2) المفردات، ص36.
(3) تهذيب اللغة، الأزهري، ج2، ص241.
(4) جمهرة اللغة، ابن دريد، ج1، ص298.
(5) لسان العرب، ج8، ص6.
(6) الصحاح، الجوهري، ج3، ص1183.
(7) البحار، المجلسي، ج2، ص263