ديانة الشنتو النشأة والعقائد.

سامي/: هناك ديانة يطلق عليها (الشنتو) فما هي هذه الدّيانة وما هي عقائدهم واين تتواجد؟

: اللجنة العلمية

الأخُ سامي، تحيةً طيبةً

الشّنتوية: كَلمَةٌ صينيّةُ الأصلِ مُؤلَّفةٌ مِنْ مَقطَعين : شن :وتَعني الرّوح أو الإلٰه، وتا: وتَعني الطَّريق، فهي، إذاً تَعني طريقَ الإلٰه .

والشّنتويّةُ دِيانَةٌ وضعِيَّةٌ إجتماعيّةٌ ظَهرَت في اليابانِ مُنذُ قرونٍ طَويلةٍ ومازالتِ الدّينَ الأصيلَ فيها، وقد بَدأتْ بعبادةِ الأرواحِ ثُمَّ قُوى الطَّبيعةِ ، ثُمَّ تَطوَّرَ مِنْ إحترامِ الأجدادِ والزُّعماءِ والأبطالِ إلى عِبادَةِ الإمبراطور الميكادو الخالِد والّذي يُعَدُّ مِنْ نَسلِ الآلهةِ كما يَزعُمون .و اليابانيّونَ لا يَنظرونَ لها كَدِيانةٍ وإنّما بِبساطةٍ هيَ مَظهرُ حَياتِهم

ولأنّ الطّقوسَ هِيَ جَوهرُ الشّنتو وليسَ الإيمانُ فَيَصعبُ وَصفُها لأنّها على عَكسِ كُلِّ الدّياناتِ الأخرى، لا يُعرَفُ لها مُؤسّسٌ و لا مُعتَقَدٌ تقومُ عليه، لا يُمكِنُ أنْ نَعرِفَها إلّا عَنْ طَريقِ مَجموعَةٍ مِنَ العاداتِ و المُمارَسات. عِبرَ التّأريخِ نَشأتْ و تَطوّرَتْ عِدَّةُ فِرَقٍ و طَوائفَ تَدَّعي كُلُّها الإنتماءَ إلى عَقيدَةِ الشّنتو الأوّليّة، و لكنَّ أيّ مِنْ هذهِ الطّوائفِ لَمْ يَنجَحْ في أنْ يَفرِضَ نَظريّاتِهِ و إدّعاءاتِه.

أمّا عَقائِدُهم، فليسَ لعَقيدةِ التّوحيدِ مَكانٌ في الشّنتوية، فَبِسبَبِ تَعَدّدِ المَظاهرِ الّتي يُمكِنُ أنْ تَتجلّى فيها القُوى الإلٰهيّةِ، رَبَطَ اليابانيّونَ بَينَ كُلِّ ظاهِرَةٍ وآلِهَةٍ مُعيَّنَةٍ، وفي عَقيدَتِهم أعدادُ (الكامي) الّتي تَعني القُوى المؤَثِّرةِ أو الشَّيءِ الّذي لَهُ القَداسَةُ لا يُمكِنُ حَصرُها، ويُمكِنُ لأيّ شَخصٍ أنْ يُعَيّنَ آلِهتَهُ الخاصّةَ. لا يوجَدُ في الشَّنتويّةِ حياةٌ بَعدَ المَوتِ، يُعتَبَرُ جَسَدُ الشَّخصِ المَيّتِ شَيئاً مُدَنَّساً، تَنطَلِقُ روحُ المَيّتِ، بعدَ أنْ تَتحرّرَ مِنْ جَسَدِها الماديّ فَتَندمِجُ معَ قُوىٰ الطَّبيعَة. يَقومُ أغلَبُ اليابانييّنَ عِندَ تَعرُّضِهِم لأمورٍ مُتعَلّقةٍ بالموتِ بِتَفويضِ أَنفُسِهِم إلى العَقيدةِ البوذيّة.

في العَقيدَةِ الشَّنتويّةِ الإمبراطورُ اليابانيُّ سَليلُ الآلهَةِ المُباشِرَةِ ، والإمبراطورُ والدَّولةُ هما كُلُّ شَيءٍ ولا قيمَةَ للفَردِ في الدّيانَةِ الشَّنتويّةِ ،لذلكَ تُعَدُّ التَّضحِيَةُ بهِ شَرَفاً عَظيماً لهُ وتَبريرُهم يَقومُ على مَقولَةٍ هيَ: ما دامَ الإمبراطورُ اليابانيُّ سَليلَ الآلهةِ المُباشِر ، فهذا كافٍ لتَكونَ اليابانُ مُتفوّقَةً على بَقيَّةِ الأُمَمِ والشُّعوب . ومِنْ جُملَةِ إحترامِ الإمبراطورِ أن لا تَقَعَ عَينُ أَحَدٍ علىٰ عَينِهِ، ومَنْ يَفعَلْ ذلكَ يَكونُ آثماً، وكَفّارَةُ ذَنبِهِ الإنتِحار. وعِندَما يمرُّ مَوكِبُ الإمبراطورِ في الشّوارِعِ فالكُلّ يَنحَني والعَينُ مُغمَضَةٌ، أمّا صَوتُهُ فهوَ سِرٌّ لا يَسمَعُهُ إلاَّ الصَّفوَةُ مِنْ رِجالِ البِلاطِ

ودُمتُم سالِمين.