هَلْ يُشَكِّلُ رِجَالُ الدِّيْنِ المُنْحَرِفُوْنَ خَطَرَاً عَلَى المُجْتَمَعِ؟!!
حُسَيْن العَذَارِيّ: الخَطَرُ الحَقِيْقِيُّ عَلَى الدِّيْنِ هُوَ رِجَالُ الدِّيْنِ أَنْفُسُهُمْ بِتَصَرُّفَاتِهِمْ المُخَالِفَةِ لِشَرْعِ اللهِ سَوَاءٌ كَانُوا مُخَالِفِيْنَ لِأَهْلِ البَيْتِ أَوْ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَحَتَّى مِنَ الأَدْيَانِ الأُخْرَى فَهُمْ الخَطَرُ الحَقِيْقِيُّ عَلَى الدِّيَانَاتِ لِأَنَّ الَّذِي يُحَرِّفُ الدِّيْنَ عَنْ طَرِيْقِهِ هُوَ رَجُلُ الدِّيْنِ وَلَيْسَ العِلْمَانِيُّ.
الأَخُ حُسَيْنٌ المُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ،
لَقَدْ جَاءَ وَصْفُ العَقْلِ فِي الكَثِيْرِ مِنَ المَرْوُيَّاتِ بِأنَّهُ نَبِيٌّ دَاخِلِيٌّ أَوْ هُوَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَمَعْ وُجُوْدِ هَذَا النَّبِيِّ الدَّاخِلِيِّ فِي كُلِّ إِنْسَانٍ وَهَذِهِ الحُجَّةِ للهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ نَعُدَّ رِجَالَ الدِّيْن المُنْحَرِفْيِنَ أَو حَتَّى غَيْرَهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الضَّلَالَاتِ وَالاِنْحِرَافِ أَنَّهُمْ الخَطَرُ الحَقِيْقِيُّ عَلَى المُجْتَمَعَاتِ مَا لَمْ يُلْغِ الآَخَرُوْنَ عُقُوْلَهُمْ وَيَتَّبِعُوْنَهُمْ، فَالأُمُوْرُ العَقَائِدِيَّةُ وَالفِكْرِيَّةُ المُنْحَرِفَةُ لَا تَأْخُذُ أَثَرَهَا فِي الإِنْسَانِ حَتَّى يُلْغِيَ الإِنْسَانُ عَقْلَهُ وَيَكُوْنُ تَابِعَاً لِمُرَوِّجِيْهَا مِنْ دُوْنِ تَحْلِيْلٍ وَتَفْكِيْرٍ وَتَدَبُّرٍ.
وَفِي عَصْرِنَا الحَاضِرِ لَا يُوْجَدُ عُذْرٌ لِعَاذِرٍ بِأَنْ يَقُوْلَ: (رِجَالُ الدِّيْنِ المُنْحَرِفِوْنَ حَرَفُوْنِي عَنِ الاسْتِقَامَةِ أَو العِلْمَانِيُّوْنَ أَثَّرُوا عَلَى أَفْكَارِي وَأَخَذُوْنِي إِلَى غَيْرِ طَرِيْقِ الصَّوَابِ). فَكُلُّ الأَفْكَارِ اليَوْمَ يَعْرِضُهَا النَّاسُ لِلْمُنَاقَشَةِ وَالتَّحْلِيْلِ وَالنَّقْدِ وَالبَحْثِ وَالتَّقَصِّي ، وَالجَاهِلُ فَقَطْ وَالضَّعِيْفُ الهِمَّةِ هُوَ الَّذِيْ يَكُوْنُ إمَّعَةً يَتَّبِعُ كُلَّ نَاعِقٍ وَيَمِيْلُ مَعَ كُلِّ رِيْحٍ، وَلَكِنَّكَ كَإِنْسَانٍ مَنَحَكَ اللهُ العَقْلَ وَأَعْطَاكَ السَّمْعَ وَالبَصَرَ عَلَيْكَ بِالسُّؤَالِ وَالبَحْثِ وَالتَّقَصِّي حَتَّى تَعْرِفَ الحَقَّ فِعْلَاً فَتَتَّبِعَهُ وَتَعْرِفَ البَاطِلَ فِعْلَاً فَتَتَجَنَّبَهُ، يَقُوْلُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الكَرِيْمِ: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء : 36.
وَدُمْتُمْ سَالِمِيْنَ
اترك تعليق