سَبَبُ عَدَمِ وُجُودِ رَايَةٍ فَوقَ قُبَّةِ أَمِيرِ المُؤمِنينَ (ع).
M Majeed Almussawy: السَّلامُ عَليكُم.. مَا هُو سَبَبُ عَدَمِ وُجُودِ رَايَةٍ أَعلَى قُبَّةِ ضَريحِ الإِمامِ عَلِيٍّ (عَليهِ السَّلامُ) رَغمَ وُجُودِها في جَميعِ أَضرِحةِ الأَئِمَّةِ؟ وُفِّفتُم لِكُلِّ خَيرٍ.
الأَخُ المُحتَرُمُ:
عَلَيكُم السَّلامُ وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُه:-
لِلرَّاياتِ رُموزٌ وغَاياتٌ في العُرفِ الإِجتِماعيّ، ورَفعُ الرَّايةِ فوقَ قَبرِ شخصٍ ما هو إِشارةٌ إِلى أَنَّهُ قُتِلَ ولمْ يُؤخَذْ بِثأرِهِ، وبِما أَنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ (عليهِ االسَّلامُ) قد أَخَذَ بثأرِهِ ٱبْنُهُ الإِمامُ الحسنُ (عَليهِ السَّلامُ) وقَتَلَ قاتِلهُ لمْ تُرفعْ رايةٌ فوقَ ققُبَّتِه.
أَمَّا بَقيَّةُ الأَئِمَّةِ (عَلَيهِم السَّلامُ) فلمْ يُؤخَذْ بثأرِهم وهُم قد مَضَوا جَميعاً بَينَ مَسمُومٍ وقَتيلٍ.
تقولُ: ولكنَّ الإِمامَ الحُسَينَ (عليهِ السَّلامُ) قد أُخَذَ بثأرِهِ مِن قِبَلِ المُختارِ الثَّقفيّ ؟!
نقولُ: إِنَّ الإِمامَ الحُسَينَ (عليهِ السَّلامُ) قد قُتِلَ بسببِ تَصحِيحِ المَسارِ الًّذي أَرادَ بَنُو أُمَيَّةَ حَرفَ الدِّينِ عنهُ، وكُلُّ مَن يَترضَّى على قاتِلهِ ويَدعو لِخلافِ ما خَرَجَ الإِمامُ الحُسَينُ (عليهِ السَّلامُ) مِن أَجلهِ فهُو يُعَدَّ مِن قتلتهِ، وهذا ما أَكَّدَتْهُ جُملةٌ مِنَ الرُّواياتِ عَن أَئِمَّةِ أَهلِ البَيتِ (عليهمُ السَّلامُ) نُشيرُ إِلى بَعضِها:
جاءَ عنِ الإِمامِ الباقرِ (عليهِ السَّلامُ) في تفسيرِ قولهِ تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) أَنَّهُ قالَ: الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ مِنهُم، ولمْ يُنصَرْ بعدُ، ثُمَّ قالَ: وٱللهِ لقدْ قَتَلَ قَتَلَةَ الحُسَينِ (عليهِ السَّلامُ) ولمْ يُطلَبْ بدمهِ بَعد. [كاملُ الزِّياراتِ، لٱبنِ قولويهِ، ص 134].
وجاءَ عَن عبدِ السَّلامِ بنِ صالحٍ الهَرَويّ قالَ: قلتُ لأَبي الحَسَنِ الرِّضا (عليهِ السَّلامُ): يا ٱبْنَ رَسولِ ٱللهِ ما تقولُ في حديثٍ رُوِيَ عنِ الصَّادقِ (عليهِ السَّلامُ) أَنَّهُ قالَ: إِذا خَرَجَ القائمُ قَتَلَ ذَرارِي قَتَلَةِ الحُسَينِ (عليهِ السَّلامُ) بفِعالِ آبائِها؟ فقالَ (عليهِ السَّلامُ): هُو كذلكَ. فقلتُ: فقَولُ ٱللهِ (عَزَّ وَجَلَّ): (وَلَا تَزِرُ وَازِرةٌ وِزرَ أُخرَى) ما مَعناهُ؟ فقالَ: صَدَقَ ٱللهُ في جَميعِ أَقوالهِ، لكنْ ذَرارِي قَتَلَةِ الحُسَينِ يَرضَونَ أَفعالَ آبائِهم ويَفتخِرونَ بها، ومَن رَضِيَ شَيئاً كانَ كمَن أَتاهُ، ولو أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ في المَشرقِ فَرَضِيَ بقَتلهِ رَجُلٌ في المَغربِ كانَ الرَّاضِي عندَ ٱللهِ شَريكُ القاتلِ، وإِنَّما يَقتلُهم القائمُ إِذا خَرَجَ؛ لِرضاهُم بفِعلِ آبائِهم.[عِلَلُ الشَّرائعِ، لِلصَّدوقِ، ج1 ص 229].
وعَن مُحَمَّدِ بنِ الأَرقَطِ، عَن أَبي عبدِ ٱللهِ (عليهِ السَّلامُ) [الإِمامُ الصَّادقِ] قالَ، قالَ لي: تَنزلُ الكُوفةَ؟ فقلتُ: نعمْ، فقالَ: تَرونَ قتلةَ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) بينَ أَظهُرِكم؟ قالَ: قلتُ: جُعلتُ فداكَ ما بَقِيَ مِنهم أَحَدٌ، قالَ: فأَنتَ إِذاً لا تَرَى القاتلَ إِلَّا مَن قَتَلَ، أَو مَن وَلَّى القَتلَ؟! أَلَمْ تَستَمعْ إِلى قَولِ ٱللهِ: (قُلْ قَدْ جَاءَكُم رُسُلٌ مِنْ قَبلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلتُمْ فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِنْ كُنتُم صَادِقِينَ) فأَيُّ رَسولٍ قَتَلَ الَّذينَ كانَ مُحَمَّدٌ (صلَّى ٱللهُ عليهِ وآلِهِ) بينَ أَظهُرِهم؟! ولمْ يكنْ بَينَهُ وبينَ عِيسَى رَسولٌ، وإِنَّما رَضُوا قَتلَ أُولَئِكَ فَسُمَّوا قاتِلينَ. [وَسائلُ الشِّيعةِ 16: 141].
ودُمتُم سالِمِينَ
اترك تعليق