هَلْ كَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع) يَكْرَهُ السَّلَامَ عَلَى النِّسَاءِ؟!!

حَيْدَرٌ الخَفَاجِيُّ/ فِي الحَقِيقَةِ لَدَيَّ حَدِيثٌ مَرْوِيٌّ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلَكِنْ فَقَدْ مُجَرَّدُ مَسْمُوعٍ عَنْ طَرِيقِ السَّمْعِ وَالتَّنَاقُلِ، لَكِنْ مَا أَعْرِفُ صِحَّةَ الحَدِيثِ، أَتَمَنَّى أَعْرِفُ صِحَّتَهُ وَلَوْ أَنَّ هَذَا لَيْسَ غَرِيبًا عَلَى الأَمِيرِ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ)، وَلَكِنْ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُرَبِّيَ شِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ.      يُوجَدُ حَدِيثٌ مَرْوِيٌّ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمْ أَحْفَظْهُ بِالنَّصِّ، وإِنَّمَا سَمِعْتُ بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّ الأَمِيرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى النِّسَاءِ لِأَنَّهُ يَقُولُ: (خاف ترد عليه السلام ويدخل شيء من أسمع صوتها بداخلي). هَلْ هَذَا الحَدِيثُ صَحِيحٌ؟ جَزَاكُمْ اللهُ خَيْرًا.

: اللجنة العلمية

     الأَخُ حَيْدَرٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     مَوْضُوعُ السَّلَامِ عَلَى النِّسَاءِ مَسْأَلَةٌ خِلَافِيَّةٌ بَيْنَ فُقَهَاءِ الإمَامِيَّةِ، فَقَدْ ذَهَبَ مَشْهُورُ الفُقَهَاءِ إِلَى حُرْمَةِ ذَلِكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِالجَوَازِ عَلَى كَرَاهَةٍ، لِلشَّابَّةِ وَغَيْرِهَا، جَمْعًا بَيْنَ الأَدِلَّةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِالجَوَازِ، وَعَلَى كَرَاهَةٍ بِخُصُوصِ الشَّابَّةِ.

[رَاجِعْ: الحَدَائِقُ النَّاضِرَةُ- لِلمُحَقِّقِ البَحْرَانِيِّ - 9: 83، وَمَوْسُوعَةُ فِقْهِ الصَّادِقِ - لِلسَّيِّدِ الرُّوحَانِيِّ - 12: 121]. 

 أَمَّا الحَدِيثُ الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ، فَهُوَ حَدِيثٌ مُعْتَبَرٌ، قَدْ صَحَّحَهُ بَعْضُ العُلَمَاءِ وَحَسَّنَهُ بَعْضُهُمْ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ الكُلَيْنِيُّ وَالصَّدُوقُ عَلَيْهِمَا الرَّحْمَةُ، وَهَذَا سَنَدُهُ وَمَتْنُهُ:

 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ ربْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ (ص) يُسَلِّمُ عَلَى النِّسَاءِ وَيَرْدُدْنَ عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَكَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُسَلِّمُ عَلَى النِّسَاءِ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى الشَّابَّةِ مِنْهُنَّ وَيَقُولُ: أَتَخَوَّفُ أَنْ يُعْجِبَنِي صَوْتُهَا فَيَدْخُلَ عَلَيَّ أَكْثَرُ مِمَّا أَطْلُبُ مِنْ الأَجْرِ. [الكَافِي – لِلْكُلَيْنيِّ - 2: 648، مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الفَقِيهُ - للصَّدُوقِ 3: 469].

 وَقَدْ شَرَحَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ المُرَادَ مِنْ كَلِمَاتِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِأَنَّ المُرَادَ بِهَا الغَيْرُ وَلَيْسَ نَفْسَهُ المُقَدَّسَةَ المَعْصُومَةَ، فَهُوَ قَدْ جَاءَ عَلَى طَرِيقَةِ (إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةُ)، ثُمَّ قَالَ (قُدِّسَ سِرُّهُ): (وَلِكَلَامِ الأَئِمَّةِ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ) مَخَارِجُ وَوُجُوهٌ لَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ). انْتَهَى. 

 وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.