سلسلة: سؤال وجواب حول التوحيد (2)

التوحيد الذاتي الواحدي

: اللجنة العلمية

 

 

وهو الإعتقاد بأنّ الله سبحانه وتعالى لا شريك له فهو واحدٌ في ذاته، ولا يوجد له شريك أبداً.

أمّا الأدلة العقلية فقد ذكروا لذلك عدة أدلة:

الدليل الأول: ((لو كان هناك واجب وجود آخر لتشاركا في مفهوم كلّ واحد منهما واجب الوجود، فإمّا يتميّزا أو لا، والثاني يستلزم المطلوب، وهو انتفاء الشركة، والأول يستلزم التركيب وهو باطل، وإلا لكان كل واحد منهما ممكناً وقد فرضناه واجباً وهذا خلف ))1 .

التوضيح: الدليل المذكور هو قياس استثنائي اتصالي، من بطلان التالي يثبت بطلان المقدم، فينتفي وجود واجب وجود آخر. 

حاصله: فالمقدم هو (لو كان هناك واجب وجود آخر).

والتالي هو (لتشاركا في مفهوم كل واحد منهما واجب الوجود فإمّا أنْ يتميّزا، أو لا وكلاهما باطلان).

أمّا الملازمة ما بين المقدم والتالي فواضحةٌ.

أمّا بطلان التالي: فإنّ التعدد بين الواجبين، إمّا يستدعي التمايز والمغايرة أو لا.

إنْ قلت: لا يوجد تمايز، بل هما اثنان ولا اختلاف بينهما.

قلتُ: إذن لا يوجد تعدد، فيثبت المطلوب، بمعنى: أنّ العقل يدرك أنّ التعدد معناه وجود المغايرة والتميّز ما بين المعدودين، فلو فُرِض عدم وجود تمايز واختلاف، معناه ما فُرِض متعدداً فهو واحد.

وإنْ قلت: يوجد تمايز واختلاف بين الواجبين، أي هناك جهة اشتراك وجهة اختلاف، في كل واحدٍ منهما. 

قلتُ: هذا معناه، أنّ كل واجب منهما مركب، وهذا باطل، لانتفاء التركيب عن الواجب – كما تقدم البرهان عليه – إذ يستلزم إمكانهما، وهذا خلاف ما أثبتناه سابقاً.

الدليل الثاني: 

وجود الواجب غيرُ متناه .....................................................(1)  

وغير متناه واحد لا يقبل التعدد ......................................(2) 

إذاً وجود الواجب واحد لا يقبل التعدد2 ..................(النتيجة).

أمّا الصغرى: فلأنّ الموجود المتناهي أي المحدود، مُتلبس بالعدم   لأنّه متناهٍ، والواجب ليس كذلك قطعاً، لما ثبت من أنّه محض الوجود، الطارد للعدم، بل لم يسبقه ولا يلحقه عدم مطلقاً.

أمّا الكبرى: فالتعدد أو الإثنينية, تستلزم التركيب عقلاً, وقد أثبتنا بطلانه  .

 ومن السنة الشريفة:

ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): ((إنّ لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزّ وجلّ، من قالها مخلصاً أستوجب الجنّة ومن قالها كاذباً عصمت ماله ودمه، وكان مصيره إلى النار ))3 . 

وورد أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنّة، وإخلاصه أنْ تحجزه لا إله إلا الله عما حرّم الله عزّ وجلّ))4 .

____________________________

 1- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، العلامة الحلي، ص80.

 2- أنظر الإلهيات، الشيخ جعفر السبحاني، ج2 , ص15.

 3 -المصدر نفسه، ص20 0

 4- المصدر نفسه، ص 27.