سلسلة سؤال وجواب حول التوحيد (4)
فاعلية الله وفاعلية الممكنات
س1: ما الذي يدل على تأثير وفاعلية بعض الأمور في القرآن الكريم؟
ج: ذُكرت عدة آياتٍ تشير، إلى ذلك، منها:
1- قوله تعالى: ((الله الذي يُرسل الرياح فتثيرُ سحاباً...))(1) .
2- قوله تعالى: ((وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم))(2) .
3- قوله تعالى: ((وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزت وَرَبَت وأنبتت مِن كل زوجٍ بهيجٍ ))(3) .
4- قوله تعالى: ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبعَ سنابلَ في كل سنبلةٍ مائة حبة والله يضاعف لمَن يشاء والله واسعٌ عليم))(4) .
إذا تأملنا نجد بوضوح، تحريك السحاب بواسطة الرياح، وأنّ سبب أخراج الثمرات والزرع
هو الماء، وتأثير الحبة، في إنبات السنابل السبع وكل ذلك بمشيئة الله سبحانه فهو الفاعل بالإستقلال دون غيره.
س2: ما الذي يدل على الفاعلية المطلقة والمستقلة لله تعالى؟ج: يمكن الإستدلال عليه عقلاً ونقلاً:
أمّا عقلاً:
فكل ما سوى الله تعالى هو ممكن ومحتاج في وجوده إلى الله تعالى، فكيف يمكن له أنْ يستقل في الإيجاد، إلا إذا قلنا بتعدد واجب الوجود، وكل واحد له التأثير والخلق الإستقلالي, وهذا واضح البطلان, كما تقدم إثباته في مبحث الواحدية في الذات.
وأمّا نقلاً:
* قوله تعالى: ((الله خالقُ كلّ شيء وهو على كل شيء وكيل))(5) .
* قوله تعالى: ((يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هلْ من خالق غير الله))(6) .
* قوله تعالى: ((ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُ العالمين))(7) .
* قوله تعالى: ((قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار))(8) .
وغيرها من الآيات الشريفة.
لذا فالقرآن الكريم يُصرّح بوضوح إلى تأثير بعض الموجودات بسبب بعض، كما تقدم ذكر بعض الآيات وتأثيرها، في الرزق، والزرع وغير ذلك، وأمّا هذه الآيات تصرح وبوضوح إلى إنحصار التأثير والخلق فيه سبحانه وتعالى، ولا منافاة في ذلك، إذ الآيات التي تقدمت في مقام بيان التأثير والفاعلية في طول تأثير الله تعالى وفاعليته، وأمّا هذه الآيات هي في مقام بيان التأثير والفاعلية المستقلة لله تعالى.
_________________________
(1)سورة الروم: 48.
(2)سورة البقرة: 22.
(3)سورة الحج: 5.
(4)سورة البقرة: 261.
(5)سورة الزمر: 62 0
(6)سورة فاطر: 3 0
(7)سورة الأعراف: 54 0
(8)سورة الرعد: 16 0
اترك تعليق