سؤالٌ عَن روايةٍ فِي حقِّ المُفضّلِ بنِ عمرَ
أبو فاطمة/: كتبَ زرارةُ بنُ أعينٍ، وعبدُ اللهِ بنُ بكيرٍ، ومحمّدٌ بنُ مسلمٍ، وأبو بصيرٍ وآخرونَ إلى الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ) يتبرّمونَ لهُ مِن تصرّفاتِ المُفضّلِ بنِ عمرَ الجعفيّ، وذلكَ لِمَا لاحظوهُ على المفضَّلِ مِن معاشرةِ بعضِ الأشخاصِ غيرِ المُلتزمينَ، مثـلَ شاربِي الخمرِ، واللّاعبينَ بالطّيورِ. وتمنَّوا على الإمامِ (عليهِ السّلامُ) أن يكتبَ إليهِ رسالةً ينهاهُ عَن أعمالهِ غيرِ اللّائقةِ تلكَ. وهكذا كانَ، فكتبَ الإمامُ الرّسالةَ وختمَها، ثمَّ سلَّمهَا إليهِم، وأوصاهُم أن يسلِّموهَا إلى المُفضَّلِ. وفِي الكوفةِ فضَّ المفضّلُ الرّسالةَ، وتلاهـَا عليهِم، ففوجئُوا بـأنَّ الإمامَ (عليهِ السّلامُ) لم يأتِ على ذكرِ طلبهِم لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيدٍ. وإنّمَا وجدُوا الإمامَ فيهَا يأمرُ المُفضّلَ بشراءِ أشياءَ تحتاجُ إلى مبالغَ طائلةٍ. قالَ لهُم المفضّلُ: علينَا أن نتعاونَ فِي جمعِ المبلغِ. قالوا: إنَّ ذلكَ يحتاجُ إلى الوقتِ وإلى العملِ الحثيثِ. ثمَّ عزمُوا الخروجَ، لكنَّ المفضَّلَ استوقفهُم ودعاهُم لتناولِ طعامِ الغداءِ معهُ. وعلى الأثرِ أرسلَ شخصاً فِي طلبِ عددٍ منَ الذينَ شَكَوا المفضَّلَ بسببهِم. وحينمَا حضرُوا عرضَ عليهِمُ المفضَّلُ الأمرَ، فاستأذنُوا في الخروجِ، وعادُوا بعدَ قليلٍ ومعهُم عشرةُ آلافِ درهمٍ هيَ المبلغُ المطلوبُ، ثمَّ سلّموهَا للمفضَّلِ والحضورُ يشهدونَ. وعندَ تناولِ الطّعامِ توجّهَ المفضَّلُ نحوَ أصحابهِ وهوَ يقولُ: أفكنتُم تريدونَ أن أتركَ أشخاصاً كهؤلاءِ، فأعجزَ عَن أداءِ الأمورِ الضّروريّةِ. هذهِ الرّوايةُ هَل هيَ صحيحةٌ وواردةٌ فِي الكتبِ المُعتبرةِ لدينَا؟ ومَا هيَ الحكمةُ والعِبرةُ مِن موقفِ الإمامِ الصّادقِ عليهِ السّلامُ؟ وفّقكمُ اللهُ ورعاكُم.
الأخُ أبو فاطمةَ المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
هذهِ الرّوايةُ رواهَا الكشيُّ فِي كتابهِ، كمَا فِي "اختيارِ معرفةِ الرّجالِ" للطّوسيّ، الجزءُ الثّاني، ص 619، وقَد ضعّفهَا السّيّدُ الخوئيّ (قدّسَ سرّهُ الشّريفُ) فِي "معجمِ رجالِ الحديثِ" الجزءِ 19، ص 326، عندَ تعرّضهِ لترجمةِ المفضّلِ بنِ عمرَ، فراجِع ثمّةَ.
ودُمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق