هل توجد رواية صحيحة السند تروي حادثة استشهاد حجر بن عدي على يد الطاغية معاوية في كتب إخواننا أهل السنة؟
السلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته، إنَّ حادثةَ قتلِ معاوية بنِ أبي سفيان للصّحابي الجليلِ حجرٍ بنِ عدي (رضوانُ اللهِ عليه) مشهورةٌ جدّاً، نقلها أربابُ الآثارِ والتواريخِ والسيرِ والتراجمِ في مدوّناتِهم، وهيَ في الاشتهارِ والشيوعِ بمكانٍ بحيثُ لم يسَع أحداً مِن أتباعِ بني أميّةَ ردّها وإنكارها رغمَ أنّ منهجَهم قائمٌ على إنكارِ الثوابتِ والمُكابرة، وإنّما لجأوا للتمحّلِ عن هذه المثلبةِ الفاضحةِ إلى تصويبِ قتلِ معاويةَ للصّحابيّ الجليلِ حجرٍ وأصحابِه (رضوانُ اللهِ عليهم)!
فهذه الحادثةُ التاريخيّةُ مُتظافرةٌ بكتبِ التاريخِ والتراجم، وقد تسالمَ العلماءُ بروايتِها والاعتدادِ بها، فلو كانَ بها قدحٌ أو لمزٌ لأشاروا إليه دفاعاً عن معاوية، بينَما نجدُهم يقولونَ بأنّ معاويةَ كانَ مُصيباً في قتلِه، وهذا يعني تسالمَهم على اعتبارِها، فيظهرُ ـ حينئذٍ ـ أنّه لا حاجةَ إلى إيرادِ روايةٍ بإسنادٍ صحيحٍ، وإن كانَت هناكَ رواياتٌ صحيحةُ الإسنادِ تدلُّ على أنَّ معاويةَ قتلَ حجراً..
قالَ المُحدّثُ عبدُ الرزّاقِ الصنعانيّ في [المُصنّف ج3 ص542]: أخبرَنا مُعمّر، عن أيوب، عن ابنِ سيرين قالَ: « أمرَ معاويةُ بقتلِ حجرٍ بنِ عدي الكنديّ، فقالَ حجرٌ: لا تحلّوا عنّي قيداً ـ أو قالَ: حديداً ـ، وكفّنوني بثيابي ودمي »، وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابنِ سيرين.
وقالَ المُحدّثُ ابنُ أبي شيبةَ في [المُصنّف ج6 ص446]: حدّثنا عيسى بنُ يونس، عن الأوزاعيّ، عن هشامٍ بنِ حسّان، قالَ: « كانَ محمّدٌ [يعني ابنَ سيرين] إذا سُئلَ عن الشهيدِ يُغسّل، حدّثَ عن حجرٍ بنِ عدي إذ قتلهُ معاوية، قالَ: قالَ حجرٌ: لا تطلقوا عنّي حديداً وتغسّلوا عنّي دماً، ادفنوني في وثاقِي ودمي، ألقي معاويةَ عن الجادّةِ غداً »، وهذا إسنادٌ كسابقِه صحيحٌ أيضاً.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق