هل شاءَ اللهُ أن يراهنَّ سبايا؟!
646 - هل فعلاً شاءَ اللهُ ( برحمتِه ولُطفِه وحبِّه لآلِ محمّدٍ ) أن يرى نساءهم سبايا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نعَم وردَ في الحديثِ أنَّ الإمامَ الحُسين (ع) قالَ لأخيهِ محمّدٍ بنِ الحنفيّة: أتاني رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم بعدَ ما فارقتُك ، فقالَ : يا حُسين أخرُج فإنَّ اللهَ قد شاءَ أن يراكَ قتيلاً ، فقالَ لهُ ابنُ الحنفيّة : إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون فما معنى حملِكَ هؤلاءِ النساءِ معكَ وأنتَ تخرجُ على مثلِ هذهِ الحال ؟ قالَ فقالَ له قد قالَ لي إنَّ اللهَ قد شاءَ أن يراهنَّ سبايا وسلّمَ عليهِ ومضى. (اللهوفُ لابنِ طاووس، ص40).
وليسَ المرادُ منَ المشيئةِ هُنا على نحوِ الجبرِ وسلبِ الإرادةِ، وإنّما المرادُ أنّهُ شاءَ أن يراهُ قتيلاً بإرادةِ واختيارِ الإمامِ الحُسين (عليهِ السّلام)، لا مسلوباً للإرادةِ والاختيارِ، فوافقَ الإمامَ على ذلكَ، وقدّمَ نفسَه فداءً للدّين.
وشاءَ اللهُ أن يراهنَّ سبايا بإرادتهنَّ واختيارهنّ، لأنّ المُخطّطَ الإلهيَّ والحكمةَ الإلهيّة قد اقتضَت ذلك، فوافقهنَّ على ذلكَ، فداءً للدينِ والإسلام.
فاللهُ قد اصطفاهُم واختارَهم لهذهِ المُهمّةِ العظيمةِ، وذلكَ لعلمِه بأهليّتِهم، ولم يختَر غيرَهم، لعلمِه بعدمِ أهليّتِهم.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق