لماذا اختارَ اللهُ عزَّ وجلَّ الإمامَ المهديَّ آخرَ الأئمّةِ؟
حيدر احمد /: السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، سؤالٌ مِن إحدى الأخواتِ: لماذا الإمامُ المهديُّ عجّلَ اللهُ فرجهُ هوَ الذي تمَّ اختيارهُ ليكونَ آخرَ الائمّةِ؟ ولماذا هوَ المُختارُ فِي آخرِ الزّمانِ وليسَ غيرَهُ منَ الائمّةِ عليهمُ السّلامُ؟ جزاكمُ اللهُ خيراً لتنويرِ بصيرتنَا بردّكمُ الكريمُ ومَا يتعلّقُ بهذا السّؤالِ، وسوفَ نقومُ بنشرهِ باسمِ الإمامِ المهديّ عجّلَ اللهُ فرجهُ الشّريفَ لتعمَّ الفائدةُ للجميعِ معَ الشّكرِ لكُم.
الأخُ حيدرٌ المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
مسألةُ اختيارِ الأنبياءِ والأئمّةِ (عليهمُ السّلامُ) هيَ مِن مُختصّاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا يمكنُ لأيّ بشرٍ أن يتدخّلَ فيهَا، فهوَ سبحانهُ أعرفُ أينَ يجعلُ رسالتهُ وبيدِ مَن، ومَن يُحمِّلهُ عهدهُ وأمانتهُ، فالإمامةُ هيَ عهدُ اللهِ كمَا يُشيرُ إليهِ قولهُ تعالى: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). البقرةُ: 124.
يقولُ تعالى فِي كتابهِ الكريمِ: (اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتهُ). الأنعامُ: 124، ويقولُ جلَّ وعلا:(وربّكَ يخلقُ مَا يشاءُ ويختارُ ومَا كانَ لهمُ الخيَرةُ سبحانهُ عمَّا يشركونَ). القصصُ: 68، ويقولُ تعالى: (ومَا لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا مَا قضَى اللهُ ورسولهُ أمراً أن يكونَ لهمُ الخيَرةُ مِن أمرهِم). الأحزابُ: 36.
ومنَ الواضحِ أنَّ هذا الاختيارَ يخضعُ لعلمهِ وحكمتهِ سبحانهُ، يقولُ تعالى: (وجعلنَا منهُم أئمّةً يهدونَ بأمرنَا لَمّا صبرُوا وكانُوا بآياتنَا يوقنونَ). السّجدةُ: 24، فاللهُ سبحانهُ يعلمُ حتماً بإمكاناتِ مَن يختارهُم للنّبوّةِ والإمامةِ، ويعرفُ صبرهُم وقدراتهِم، لِمَا عندهُ سبحانهُ مِن علمٍ بمخلوقاتهِ قبلَ خلقِها وبعدهُ.
ودُمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق