بركةُ رسولِ الله (ص) وفضلُه على البشريّة
سؤالٌ: هل المهديُّ أكثرُ فضلاً وبركةً منَ النبيّ محمّد (صلّى اللهُ عليهِ [وآله] وسلّم) لدرجةِ أن يملأ الأرضَ بمُفردِه قسطاً وعدلاً؟ لأنَّ النبيَّ لم يتمكّن مِن تحقيقِ هذا العمل!
الجوابُ:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرحيم،
لو كانَ ميزانُ التفضيلِ بالفتوحاتِ وانتشارِ رقعةِ الإسلام، لكانَ أصحابُ الفتوحاتِ الإسلاميّة أكثرَ فضلاً وبركةً منَ النبيّ محمّد- صلّى اللهُ عليهِ وآله- وهذا لا يقولهُ عاقلٌ.
وإنّما البركةُ والفضلُ للمؤسّسِ هوَ رسولُ الله - صلّى اللهُ عليهِ وآله- فقد كانَ له التأثيرُ الأعظمُ على الجنسِ البشريّ، كما جاءَ ذلكَ في بياناتِ القرآنِ الكريم، فقد بعثَ اللهُ تعالى النبيَّ رحمةً للنّاس، قالَ تعالى: (وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا رَحمَةً لِّلعَالَمِينَ)[سورةُ الأنبياء، آية: 107].
والرحمةُ والبركةُ هُنا عامّةٌ ساريةٌ إلى يومِ القيامة.
وما سيفعلهُ الإمامُ المهديّ المُنتظر (عج)، هوَ امتدادٌ للرّحمةِ التي جاءَ بها خاتمُ النبيّين وسيّدُ العالمين كما وصفَه اللهُ -سبحانَه- في غيرِ موضعٍ منَ القرآنِ بأنّه نورٌ، قالَ تعالى:(قَد جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )[سورةُ المائدة، آية: 15].
بل هوَ أكبرُ وأعظمُ بركةً على الإنسانيّةِ جمعاء، فقد رويَ عنه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أنّه قال: «جُعِلَ فِيَ النُّبُوَّةُ وَالبَرَكَةُ»[1].
وعن الإمامِ الباقرِ عليهِ السلام في وَصفِ رَسول اللّهِ (ص، قالَ: «كانَ عليهِ السلام بَرَكَةً؛ لا يَكادُ يُكَلِّمُ أحَداً إلّا أجابَهُ»[2].
وفي تفسيرِ قولِه تعالى: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَينَ مَا كُنتُ﴾[3] أي «جَعَلَني نَفّاعا أينَ اتَّجَهتُ»[4].
فكلُّ ما تتمتّعُ به البشريّةُ مِن بركاتٍ وخيرات إنّما يعودُ الفضلُ فيها لبركاتِ رسولِ الله -صلّى اللهُ عليهِ وآله- المعنويّةِ والمادّيّة على هذهِ الأمّةِ المُسلمة، وعلى الإنسانيّةِ جمعاء.
وما يفعلهُ حفيدُه المهديّ هوَ قطفٌ لثمارٍ غرسَها جدُّه المُصطفى - صلّى اللهُ عليهِ وآله- ..
والحمدُ للهِ أولاً وآخراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] معاني الأخبار: ص 56 ح 4 عن أبي ذرّ، بحارُ الأنوار: ج 15 ص 11 ح 12.
[2] الأماليّ للصّدوق: ص 481 ح 650 عن جابر، بحارُ الأنوار: ج 22 ص 73 ح 25.
[3] سورةُ مريم، الآية: 31.
[4] حليةُ الأولياء: ج 3 ص 25؛ الكافي: ج 2 ص 165 ح 11.
اترك تعليق