ماهي أدوار فاطمة بنت الرسول في التأريخ الإسلامي ..دلونا عليها ؟!

سرود/: هل لفاطمة بنت الرسول دور في التاريخ الاسلامي.. ارجو الجواب بعيدا عن الكرامات والمعجزات.. اريد ادوارها في الاسلام وماذا قدمت؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم 

لا ندري عن أيّ دور تسأل لفاطمة ( عليها السلام ) في التأريخ الإسلامي حتى نحدثك عنه .. هل تبحث عن دور لها في الغزوات مثلا أو في حروب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).. أم تبحث عن دور لها في الفتوحات وقيادة الجيوش في المعارك .. عن أيّ دور تسأل  لفاطمة (عليها السلام ) في التأريخ  حتى نحدثك عليه ؟!!

فالمرأة في الإسلام لا جهاد عليها ولا قيادة جيوش ولا ركوب الجمال لخوض المعارك .. المرأة في الإسلام عليها أن تقرّ في بيتها وتصون نفسها وتعبد ربّها وتطيع زوجها .. هذه هي مهمّة المرأة الأساسية في الإسلام ، وكان لفاطمة ( عليها السلام ) القدح المعلى في هذه الأمور ، فهي البنت المثالية لأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قلّدها أرفع وسام تتقلده امرأة في دنيا الوجود كلّه حين لقبها بـ ( أمّ أبيها ) ، وهذه منزلة أعظم من منزلة أمهات المؤمنين لزوجات رسول الله (ص)، فإذا كانت زوجات رسول الله  قد وصفهن القرآن الكريم بأنهن أمهات المؤمنين ، فالزهراء ( عليها السلام ) هي أم أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما ظهر منها من حنوها وعطفها ومداراتها لأبيها إلى درجة منقطعة النظير، حتّى أن المؤرخين يذكرون بأنّ النبي (ص) كان إذا غادر المدينة لغزوةٍ أو سفرٍ  كان آخر من يودعه هو فاطمة ( عليها السلام ) وأوّل من يذهب إليه إذا دخل المدينة كان بيت فاطمة .

وهي أيضا الزوجة المثالية التي  وقفت مع زوجها أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في كلّ حروبه ومواقفه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانت خير معينٍ له في بيته وسرّ استقراره النفسي وسعادته ( عليه السلام ).

وبعد وفاة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان لها الموقف المشهود في الدفاع عن حقّ بعلها في الخلافة ، حتى تجرأ عمر بن الخطاب ومن معه على تهديدها بحرق بيتها على من فيه إذا لم يخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للبيعة ، كما يروي ذلك بسند صحيح ابن ابي شيبة في مصنفه .

وهي بعد هذا الأم المثالية التي تخرّج من مدرستها سبطا رسول الله (ص) وسيدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ..

وهي بعد هذا المثال الناصع للمرأة المسلمة ، فقد كانت قمّة في العفاف والحجاب والصدق ، حتى ذكرت عائشة في حقّها :   ما رأيت أحدا

كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها . [ المستدرك على الصحيحين 3: 161 صححه الحاكم ووافقه الذهبي ]

وهي بعد هذا سيدة نساء أهل الجنّة بنصّ حديث البخاري [ راجع صحيح البخاري 4: 183]

فامرأة بهذه المواصفات ( ابنة مثالية ، أم مثالية ، زوجة مثالية ، امرأة مثالية ) ماذا تريد أكثر من ذلك حتى يكون لها حالة القدوة لنساء المسلمين ويكون لها دور في التأريخ ؟!!

ويكفي أن تستمع لخطبتها الفدكية التي ألقتها في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي في عمر الورود عندما جاءت تحاجج أبا بكر في حقّها من الميراث والنحلة فشرحت للمسلمين من العلوم ما يعجز البلغاء عن الإتيان بمثل بيانها .[ راجع الخطبة في بلاغات النساء لابن طيفور وأعلام النساء لعمر رضا كحالة وغيرها العشرات من المصادر التي نقلت هذه الخطبة العظيمة ، وتكفي شهرتها وبلاغتها عن البحث في أسانيدها ] .

ودمتم سالمين

 

المرفقات