ماهي الآثار والبركات لاسم فاطمة الزهراء عليها السلام ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنّسبةِ للإسمِ المُباركِ لسيّدةِ نساءِ العالمينَ فاطمة (عليها السّلام) فهوَ مُشتقٌّ مِن مادّةِ (فطمَ)، قالَ ابنُ منظورٍ ( فطمَ ) فَطَم العُودَ فَطْماً قطعَه وفَطَمَ الصّبيّ يَفْطِمه فَطْماً فهو فطيمٌ فصَلَه منَ الرّضاعِ وغلامٌ فَطِيم ومَفْطُومٌ وفطَمَتْه أُمّهُ تَفْطِمُه فصَلته عَن رضاعِها الجوهريّ فِطامُ الصّبيّ فِصالُه عَن أُمّه فطَمَت الأُمُّ ولدَها وفُطِمَ الصّبيّ وهو فَطِيم. فيتّضحُ أنَّ الفطمَ بمعنَى القطعِ أو الفصلِ والمنعِ، وقَد وردَ أنَّ سببَ تسميتِها بهذا الإسمِ المُباركِ لأنّها تفطمُ شيعتَها أي تمنعُهم عَن ورودِ النّارِ فقَد رويَ عنِ الإمامِ الرّضا عَن آبائِه (عليهم السّلام) عَن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم) أنّهُ قالَ: يا فاطمةَ أتدرينَ لمـَ سُمّيتِ فاطمة؟ قالَ عليٌّ عليهِ السّلام : لمَ سُمّيَت؟ قالَ: لأنّها فُطمَت هيَ وشيعتُها منَ النّارِ. بحارُ الأنوارِ ٤٣ / ١٤. وروى القندوزيّ الحنفيّ عَن أبي هُريرةَ عَن رسولِ (اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم) أنّهُ قالَ: إنّما سُمّيت إبنتي فاطمة؛ لأنَّ اللهَ فطمَها وذُرّيَّتَها ومُحبّيها عنِ النّار. ينابيعُ المودّةِ للقندوزي ص ٣٩٧ ورويَ عنِ الإمامِ الباقرِ (عليهِ السّلام) أنّهُ قالَ: لفاطمةَ وقفةٌ على بابِ جهنّم... فتقولُ: إلهي وسيّدي، سمَّيتَني فاطمة، وفطمتَ بي مَن تولّاني وتولّى ذُرّيَّتي منَ النّارِ، ووعدُكَ الحقُّ وأنتَ لا تُخلفُ الميعادَ. فيقولُ اللهُ (عزَّ وجلّ): صدقتِ يا فاطمة، إنّي سمّيتُكِ فاطمة وفطمتُ بكِ مَن أحبَّكِ وتولاّك، وأحبّ ذرّيَّتك وتولاّهم منَ النّار، ووعدي الحقُّ وأنا لا أُخلفُ الميعادَ. بحارُ الأنوار ٤٣ / ١٥. ثُمَّ إنَّ لهذا الإسمِ المُباركِ أثرينِ عظيمين : 1 ـ أثرٌ تشريعيّ : وهوَ إستحبابُ تسميةِ الإناثِ بهذا الإسمِ الشّريف، وقَد عقدَ الشّيخُ الحُرُّ العامليّ (قدّسَ اللهُ نفسَه) باباً كامِلاً في وسائلِه تحتَ عنوانِ : (بابُ إستحبابِ إكرامِ البنتِ التي إسمُها فاطمة وتركُ إهانتِها) وقَد وردَ فيه : عنِ السّكونيّ قالَ: دخلتُ على أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) وأنا مغمومٌ مكروبٌ فقالَ لي: يا سكونيّ ما غمّكَ؟ فقلتُ: ولِدَت لي إبنةٌ، فقالَ: يا سكوني، على الأرضِ ثقلُها وعلى اللهِ رزقُها تعيشُ في غيرِ أجلِك وتأكلُ مِن غيرِ رزقِك، فسرى واللهِ عنّي، فقالَ: ما سمّيتَها؟ قلتُ: فاطمة. قالَ: آه آه آه، ثمَّ وضعَ يدَه على جبهتِه - إلى أن قالَ: - ثمَّ قالَ: قالَ لي: أما إذا سمّيتَها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعَنها ولا تضرِبها. 2 ـ الأثرُ التّكوينيّ : وهوَ مِن شقّين : أ ـ إزالةُ الكدورةِ والهمِّ منَ النّفوسِ عندَ سماعِ إسمِها المُقدّسِ ففي [الإحتجاجِ] سألَ سعدٌ بنُ عبدِ اللهِ القائمَ عليهِ السّلام عَن تأويلِ كهيعص قالَ عليهِ السّلام هذهِ الحُروفُ مِن أنباءِ الغيبِ أطلعَ اللهُ عليها عبدَه زكريّا ثمَّ قصّها على محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله وذلكَ أنَّ زكريّا سألَ ربّه أن يُعلّمَه أسماءَ الخمسةِ فأهبطَ عليهِ جبرئيلَ عليه السّلام فعلّمَه إيّاها فكانَ زكريّا عليه السّلام إذا ذكرَ محمّداً (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) وعليّاً وفاطمةَ والحسنَ (عليهم السّلام) سريَ عنهُ همُّه وانجلى كربُه. بحارُ الأنوار 14 / 178 ب ـ إبعادُ الفقرِ عنِ الدّار : عَن سليمانٍ الجعفريّ قالَ: سمعتُ أبا الحسنِ عليه السّلام يقولُ: لا يدخلُ الفقرُ بيتاً فيهِ إسمُ مُحمّدٍ أو أحمد أو عليٍّ أو الحسنِ أو الحُسينِ أو جعفرٍ أو طالبٍ أو عبدِ اللهِ أو فاطمةَ منَ النّساء. الكافي 6 / 19 .
اترك تعليق