كيف للأمام علي (ع) وهو أسد الله أن يرضى بضرب زوجته واسقاط جنينها ، كيف للصحابة أن يفعلوا هكذا في بنت الرسول (ص) وهو من قال عنهم أشداء ع الكفار رحماء بينهم.
ضلع الزهراء ما هي إلا كذبة كبيرة أرادو بها تشتيت صفوف المسلمين . كيف للأمام علي (ع) وهو أسد الله أن يرضى بضرب زوجته واسقاط جنينها ، كيف للصحابة أن يفعلوا هكذا في بنت الرسول (ص) وهو من قال عنهم أشداء ع الكفار رحماء بينهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 ـ بالنّسبةِ لِما ثبتَ تاريخيّاً فإنّهُ لا يُدفعُ بطريقةِ الإحتمالاتِ أو التّوهّماتِ التي يرى صاحبُها أنّها دلائلُ لا محيصَ عنِ الأخذِ بها، وإنّما هُناكَ قواعدُ في قبولِ أو ردِّ الرّوايةِ، منها السّندُ والقرائنُ التي أحدُها الشّهرةُ. أمّا بالنّسبةِ لِما حصلَ مِن إعتداءٍ غادرٍ على دارِ سيّدةِ نساءِ العالمينَ الصّدّيقةِ الطّاهرةِ فاطمةَ الزّهراء (عليها السّلام) فهوَ كالشّمسِ التي لا يمكنُ حجبُها بالغربالِ، دونَك مصادرُ السّنّةِ قبلَ الشّيعةِ التي أكّدَت تهديدَ عُمر بحرقِ دارِها إن لَم يُبايع مَن فيها، دونَك مُصنّفُ ابنُ أبي شيبةَ وهوَ مِن عُلماءِ القرنِ الثّاني فراجِعه. وأمّا بالنّسبةِ للرّواياتِ الواردةِ عَن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) فهيَ شاهدٌ على إثباتِ هذهِ الحقيقةِ وإضافةِ التّفاصيلِ اليها، وإليكَ بعضاً منها:أ ـ روى سُليم بنُ قيسٍ أنَّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أقبلَ على ابنتِه فقالَ إنّكِ أوّلُ مَن يلحقُني مِن أهلِ بيتي، وأنتِ سيّدةُ نساءِ أهلِ الجنّةِ، وسترينَ بعدي ظُلماً وغيظاً حتّى تُضرَبي ويُكسَرَ ضلعٌ مِن أضلاعِك. كتابُ سُليم بنِ قيس ص : 907 ب ـ وفي كتابِ سُليم أنَّ قُنفذاً لعنهُ اللهُ ضربَ فاطمةَ (عليها السّلام) بالسّوطِ حينَ حالَت بينَهُ وبينَ زوجِها وأرسلَ إليهِ عُمرُ إن حالَت بينَك وبينَهُ فاطمةُ فاضرِبها فألجأها قنفذٌ لعنهُ اللهُ إلى عضادةِ بابِ بيتِها ودفعَها فكسرَ ضلعَها مِن جنبِها فألقَت جنيناً مِن بطنِها فلَم تزَل صاحبةَ فراشٍ حتّى ماتَت صلواتُ اللهِ عليها مِن ذلكَ شهيدةً. كتابُ سُليمٍ 588. 2 ـ مَن قالَ أنَّ أميرَ المُؤمنينَ (عليه السّلام) لَم يُدافِع عَن زوجتِه ؟ فقَد رويَ أنَّ السّيّدةَ الزّهراءَ (عليها السّلام) قالَت لعُمر : أما تتّقي اللهَ عزَّ وجلَّ تدخلُ على بيتِي وتهجمُ على داري فأبى أن ينصرفَ ثمَّ دعا عمرُ بالنّارِ فأضرمَها في البابِ فأحرقَ البابَ ثمَّ دفعَهُ عُمر فاستقبلَتهُ فاطمةُ عليها السّلام وصاحَت يا أبتاهُ يا رسولَ اللهِ فرفعَ السّيفَ وهوَ في غمدِه فوجأ بهِ جنبَها فصرخَت فرفعَ السّوطَ فضربَ بهِ ذراعَها فصاحَت يا أبتاهُ فوثبَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ عليه السّلامُ فأخذَ بتلابيبِ عُمر ثمَّ هزّهُ فصرعَهُ ووجأ أنفَهُ ورقبتَهُ وهمَّ بقتلِه فذكرَ قولَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) وما أوصى بهِ منَ الصّبرِ والطّاعةِ فقالَ والذي كرّمَ مُحمّداً بالنّبوّةِ يا ابنَ صهّاك لولا كتابٌ مِنَ اللهِ سبقَ لعلمتَ أنّكَ لا تدخلُ بيتِي. كتابُ سُليمٍ بنِ قيسٍ ص : 864 فلاحِظ أنَّ أميرَ المُؤمنينَ (عليه السّلام) دافعَ عَن زوجتِه (عليها السّلام) لكِنَّ وصيّةَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) حالَت دونَ أن يُقاتِلَ المُعتدينَ أو يقتُلَهم لاعتباراتٍ ذاتِ أهميّةٍ بالغةٍ وهيَ حفظُ كيانِ الإسلامِ منَ التّزلزلِ في حالِ حدوثِ نزاعٍ داخليّ. 3 ـ نفيُ ثبوتِ جريمةِ الإعتداءِ على منزلِ الزّهراءِ (عليها السّلام) بآيةِ (أشدّاءُ على الكُفّارِ) مردودٌ لكونِ المدحِ معلولاً للشّدّةِ على الكافرينَ، قالَ الفخرُ الرّازي : فشِدّتُهم على الكُفّارِ أمرُهم بالمعروفِ ونهيُهم عنِ المُنكَرِ وثالثُها. تفسيرُ الرّازي 8 / 155 . وآلُ مُحمّدٍ هُم سادةُ المُؤمنينَ فكيفَ ساغَ لهذهِ الطّغمةِ إنتهاكُ حُرمتِهم بالهجومِ على دارِهم وترويعِهم؟!! على أنَّ الآيةَ تتكلّمُ عنِ المُؤمنينَ حيثُ قالَت (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم) وهَل هناكَ مَن يشكُّ في أنَّ مثلَ هذا الفعلِ على الأقلِّ أنّهُ لا يمتُّ للإيمانِ بصلةٍ ؟!!
اترك تعليق