ماهي فدك ؟
السلام عليكم ورحمة الله:
قالَ ياقوتُ الحمويّ في كتابهِ معجمُ البلدان (4/238): فدك، قريةٌ بالحجاز، بينها وبينَ المدينةِ يومان، و قيلَ ثلاثة، أفاءها اللهُ تعالى على رسوله) صلى اللهُ عليهِ و آله) في سنةِ سبعٍ صلحاً، و ذلكَ أنّ النّبيّ (صلى اللهُ عليهِ و آله) لما نزلَ خيبر وفتحَ حصونها, ولم يبق إلّا ثلث، واشتدَّ بهم الحصار, راسلوا رسولَ الله (صلى اللهُ عليهِ و آله) يسألونهُ أن يُنزلهم على الجلاء وفعل، وبلغَ ذلك أهلَ فدك, فأرسلوا إلى رسولِ الله (صلى اللهُ عليه و آله) أن يصالحهم على النّصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك.فهيَ مِـمّا لم يوجفْ عليه بخيلٍ ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى اللهُ عليهِ و آله)، و فيها عينٌ فوّارةٌ ونخيلٌ كثيرة، و هي التي قالت فاطمةُ (عليها السّلام) : إنّ رسولَ الله نحلنيها.
فقالَ أبو بكر أريدُ لذلك شهوداً، و لها قصّة.
قلت: والدّليلُ على أنّ فدكاً كانت نحلةً وهِبَةً هو أنّها كانت بيد فاطمةَ الزهراء عليها السّلام وتحت تصرّفها قبلَ ارتحال النّبيّ (صلى اللهُ عليهِ و آله)، و هو مِـمّا لا نقاش فيه.
ويؤيّدُ ذلكَ ما رواهُ السّيوطيّ في تفسيره من الدرّ المنثور إذ قال: وأخرجَ البزّار، و أبو يعلى و ابنُ أبي حاتم و ابنُ مردويه عن أبي سعيد الخدريّ قال: لـمّا نزلت هذه الآية: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... ﴾ دعا رسولُ الله (صلى الله عليهِ و آله) فاطمة سلامُ اللهِ عليها فأعطاها فدكاً, ورواهُ أيضا الطبرانيّ كما في مجمع الزوائد: 7 / 49 ، والفيروز آبادي في كتابِ فضائل الخمسة: 3 / 136.
اترك تعليق