لماذا سميت فاطمة بالزهراء ؟ عليها السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرجَ الشّيخُ الصّدوقُ (رضيَ اللهُ عنهُ) باباً كامِلاً في كتابِه عللُ الشّرائعِ تحتَ عنوانِ بابِ العلّةِ التي مِن أجلِها سُمّيَت فاطمةُ الزّهراء (عليها السّلام) زهراء ونحنُ ننقلُه كامِلاً : فقد روى بسنده عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ :قُلتُ لَهُ لِمَ سُمِّيَت فَاطِمَةُ الزَّهرَاءُ زَهرَاءَ؟ فَقَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهَا مِن نُورِ عَظَمَتِهِ فَلَمَّا أَشرَقَت أَضَاءَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ بِنُورِهَا وَ غَشِيَت أَبصَارُ المَلَائِكَةِ وَ خَرَّتِ المَلَائِكَةُ لِلَّهِ سَاجِدِينَ وَ قَالُوا: إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا مَا لِهَذَا النُّورِ؟ فَأَوحَى اللَّهُ إِلَيهِم هَذَا نُورٌ مِن نُورِي أَسكَنتُهُ فِي سَمَائِي خَلَقتُهُ مِن عَظَمَتِي أُخرِجُهُ مِن صُلبِ نَبِيٍّ مِن أَنبِيَائِي أُفَضِّلُهُ عَلَى جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَ أُخرِجُ مِن ذَلِكَ النُّورِ أَئِمَّةً يَقُومُونَ بِأَمرِي يَهدُونَ إِلَى حَقِّي وَ أَجعَلُهُم خُلَفَائِي فِي أَرضِي بَعدَ انقِضَاءِ وَحيِي. عَن أَبَانِ بنِ تَغلب قَالَ قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَا ابنَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ سُمِّيَتِ الزَّهرَاءُ (عليها السلام) زَهرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّهَا تَزهَرُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) فِي النَّهَارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالنُّورِ كَانَ يَزهَرُ نُورُ وَجهِهَا صَلَاةَ الغَدَاةِ وَ النَّاسُ فِي فُرُشِهِم فَيَدخُلُ بَيَاضُ ذَلِكَ النُّورِ إِلَى حُجُرَاتِهِم بِالمَدِينَةِ فَتَبيَضُّ حِيطَانُهُم فَيَعجَبُونَ مِن ذَلِكَ فَيَأتُونَ النَّبِيَّ (صلى الله عليه واله) فَيَسأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوا فَيُرسِلُهُم إِلَى مَنزِلِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَيَأتُونَ مَنزِلَهَا فَيَرَونَهَا قَاعِدَةً فِي مِحرَابِهَا تُصَلِّي وَ النُّورُ يَسطَعُ مِن مِحرَابِهَا مِن وَجهِهَا فَيَعلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوهُ كَانَ مِن نُورِ فَاطِمَةَ فَإِذَا نَصَفَ النَّهَارُ وَ تَرَتَّبَت لِلصَّلَاةِ زَهَرَ وَجهُهَا (عليها السلام) بِالصُّفرَةِ فَتَدخُلُ الصُّفرَةُ حُجُرَاتِ النَّاسِ فَتَصفَرُّ ثِيَابُهُم وَ أَلوَانُهُم فَيَأتُونَ النَّبِيَّ (صلى الله عليه واله) فَيَسأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوا فَيُرسِلُهُم إِلَى مَنزِلِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَيَرَونَهَا قَائِمَةً فِي مِحرَابِهَا وَ قَد زَهَرَ نُورُ وَجهِهَا (عليها السلام) فَإِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ وَ غَرَبَتِ الشَّمسُ احمَرَّ وَجهُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَأَشرَقَ وَجهُهَا بِالحُمرَةِ فَرَحاً وَ شُكراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَانَ يَدخُلُ حُمرَةُ وَجهِهَا حُجُرَاتِ القَومِ وَ تَحمَرُّ حِيطَانُهُم فَيَعجَبُونَ مِن ذَلِكَ وَ يَأتُونَ النَّبِيَّ ص وَ يَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ فَيُرسِلُهُم إِلَى مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَيَرَونَهَا جَالِسَةً تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُمَجِّدُهُ وَ نُورُ وَجهِهَا يَزهَرُ بِالحُمرَةِ فَيَعلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوا كَانَ مِن نُورِ وَجهِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَلَم يَزَل ذَلِكَ النُّورُ فِي وَجهِهَا حَتَّى وُلِدَ الحُسَينُ (عليه السلام) فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي وُجُوهِنَا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ فِي الأَئِمَّةِ مِنَّا أَهلَ البَيتِ إِمَامٍ بَعدَ إِمَامٍ.وعَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَن فَاطِمَةَ لِمَ سُمِّيَتِ الزَّهرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّهَا كَانَت إِذَا قَامَت فِي مِحرَابِهَا زَهَرَ نُورُهَا لِأَهلِ السَّمَاءِ كَمَا تَزهَرُ نُورُ الكَوَاكِبِ لِأَهلِ الأَرضِ.علل الشرائع 1 / 179 ـ 181.
اترك تعليق