هل السيده الزهراء كانت ممثله بارعه بتقليد رسول الله (ص) لكي تؤثر على احاسيس الناس وعواطفهم؟
لدي اشكال طرحه بعض الإخوة في السيد محمد باقر الصدر وهو في كتاب فدك في التاريخ ص31 عندنا يقول أن السيده الزهراء كانت ممثله بارعه وتسطنع المشي كما يمشي ابيها (ص) لكي تؤثر على احاسيس الناس وعواطفهم! ماهو ردكم على هذه الجمله التي قالها محمد باقر الصدر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
إخراجُ هذهِ العبارةِ عَن سياقِها الذي وضعَها فيهِ السّيّدُ محمّد باقر الصّدر قد يشوّهُ المعنى، فالسّياقُ الذي جاءَت فيهِ هذهِ العبارةُ كالتّالي: "سبقَ أنَّ الرّوايةَ التّاريخيّةَ جاءَت تنصُّ على أنَّ الزّهراءَ لَم تكُن لتخرمَ في مشيتِها مشيةَ أبيها (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم). ويتّسعُ لنا المجالُ لفلسفةِ هذا التّقليدِ الدّقيقِ، فلعلّهُ كانَ طبيعةً قد جرَت عليها في موقفِها هذا بلا تكلُّفٍ ولا اعتناءٍ خاص، وليسَ هذا ببعيدٍ فإنّها صلواتُ اللهِ عليها قد اعتادَت أن تُقلّدَ أباها وتُحاكيهِ في سائرِ أفعالِها وأقوالِها، ويُحتملُ أن يكونَ لهذهِ المُشابهةِ المُتقنةِ وجهٌ آخرُ بأن كانَت الحوراءُ قَد عمدَت في موقفِها يومذاك إلى تقليدِ أبيها في مشيهِ عَن إلتفاتٍ وقصدٍ فأحكمَت التّمثيلَ وأجادَت المُحاكاة"، ومِن خلالِ مُلاحظةِ النّصِّ كامِلاً يتّضحُ أنَّ السّيّدَ الصّدرَ يُقدّمُ تفسيراً لمُشابهةِ مشيةِ الزّهراءِ (عليها السّلام) لمشيةِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) فبعدَ أن جعلَ الأمرَ يدورُ بينَ احتمالين، الأوّلُ: أن تكونَ مشيتُها شبيهةً بمشيةِ رسولِ اللهِ لكونِ ذلكَ مِن طبيعتِها القائمةِ على تقليدِ رسولِ الله. والثّاني: هوَ أنّها تعمّدَت أن تكونَ مشيتُها كمشيةِ رسولِ اللهِ بغرضِ تذكيرِ النّاسِ برسولِ اللهِ، أي أنّها قصدَت إحكامَ التّشبّهِ بمشيةِ رسولِ اللهِ، ومنَ الواضحِ أنَّ المقصودَ منَ (التّمثيلِ) هوَ التّشبُّهُ بمعنى ماثلَت مشيتُها مشيةَ رسولِ اللهِ ولا إشكالَ في هذا التّعبير.
اترك تعليق