يقول الامام الصادق ع : توقعوا الفرج صباحا ومساء ..اذا كان قصد الامام الصادق خروج الامام المهدي عجل الله فرجه فكيف يكون ظهور الامام ع قبل ان تتحقق العلامات الحتمية؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اذا قرأنا الرّوايةَ كاملةً زالَ توهّمُ التّعارضِ بينَ الرّوايتينِ: الرّوايةُ الأولى عَن أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) أنّهُ قالَ: " أقربُ ما يكونُ العبادُ منَ اللهِ وأرضى ما يكونُ عنهم إذا افتقدُوا حُجّةَ اللهِ جلَّ وعزَّ ولَم يظهَر لهُم ولَم يعلمُوا بمكانِه، وهُم في ذلكَ يعلمونَ أنّهُ لَم تبطُل حُجّةُ اللهِ جلَّ ذكرُه ولا ميثاقُه، فعندَها فتوقّعوا الفرجَ صباحاً ومساءً فإنَّ أشدَّ ما يكونُ غضبُ اللهِ عزَّ وجلَّ على أعدائِه إذا افتقدُوا حجّةَ اللهِ فلَم يظهَر لهُم، وقَد علمَ اللهُ أنَّ أولياءَه لا يرتابونَ، ولو علمَ أنّهم يرتابونَ ما غيّبَ حُجّتَه عنهُم طرفةَ عينٍ، ولا يكونُ ذلكَ إلّا على رأسِ شرارِ النّاس " غيبةُ النُّعماني 164. الرّوايةُ الثّانية : عَن أبي بصيرٍ عَن أبي عبدِ اللهِ (عليهِ السّلام) قالَ قلتُ له جُعلتُ فداكَ متى خروجُ القائمِ عليه السّلام فقالَ يا أبا مُحمّدٍ إنّا أهلُ بيتٍ لا نُوقِّتُ وقَد قالَ مُحمّدٌ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه "كذبَ الوقّاتونَ" يا أبا مُحمّدٍ إنَّ قُدّامَ هذا الأمرِ خمسُ علاماتٍ أولاهُنَّ النّداءُ في شهرِ رمضانَ وخروجُ السُّفيانيّ وخروجُ الخُراسانيّ وقتلُ النّفسِ الزّكيّةِ وخسفٌ بالبيداءِ ثمَّ قالَ يا أبا مُحمّدٍ إنّهُ لا بُدَّ أن يكونَ قُدّامَ ذلكَ الطّاعونانِ الطّاعونُ الأبيضُ والطّاعونُ الأحمرُ قلتُ جُعلتُ فداكَ وأيُّ شيءٍ هُما؟ فقالَ: أمّا الطّاعونُ الأبيضُ فالموتُ الجارفُ وأمّا الطّاعونُ الأحمرُ فالسّيفُ ولا يخرجُ القائمُ حتّى يُنادى باسمِه مِن جوفِ السّماءِ في ليلةِ ثلاثٍ وعشرينَ في شهرِ رمضانَ ليلةَ جُمعةٍ قلتُ بمَ يُنادى؟ قالَ: باسمِه واسمِ أبيهِ ألا إنَّ فُلانً بنَ فلانٍ قائمُ آلِ مُحمّدٍ فاسمعُوا لهُ وأطيعوهُ فلا يبقى شيءٌ خلقَ اللهُ فيهِ الرّوحَ إلّا يسمعُ الصّيحةَ فتُوقظُ النّائمَ ويخرجُ إلى صحنِ دارِه وتخرجُ العذراءُ مِن خدرِها ويخرجُ القائمُ مِمّا يسمعُ وهيَ صيحةُ جبرئيلَ (عليه السّلام). أمّا الرّوايةُ الأولى فإنّها تتكلّمُ عَن حاجةِ النّاسِ للإمامِ (عليه السّلام) معَ غيبتِه وعدمِ علمِهم بمكانِه، فإنّهم في شدّةِ إحتياجِهم لهُ وتهيّئِهم التّامِّ لاستقبالِه فحينَها ليتوقّعُوا أن يمُنَّ اللهُ تعالى عليهم بالطّلعةِ الرّشيدةِ والغُرّةِ الحميدةِ، لكِنَّ قبلَ ذلكَ الظّهورِ المُباركِ هُناكَ علاماتٌ يُتوقّعُ معهَا ظهورُ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجَه) وهيَ ما تمَّت الإشارةُ لهُ في الرّوايةِ الثّانيةِ، فالظّهورُ معَ الشّعورِ بالحاجةِ الماسّةِ إلى الإمامِ تسبقُه علاماتٌ نصَّت عليها مجموعةٌ منَ الرّواياتِ.