ماهي العلة في تنصيب " زياد بن ابيه" واليا على الكوفة وهو المعروف بنسبه المشبوه كما يذكر لنا التاريخ ذلك وكما هو معروف من أسمه ؟
السلام عليكم ورحمة الله
كان زيادُ عاملاً للإمامِ عليّ (عليه السّلام) في منطقةِ استخر إحدى ضواحي فارس، وليسَ والياً على الكوفةِ، وقد استجابَ أميرُ المؤمنينَ لتوصيةِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاس في توليتِه على ضواحي فارس كما في البدايةِ والنّهايةِ لابنِ كثيرٍ. كما أنَّ زياداً كانَ رجلاً فطناً وقائداً سياسيّاً وعسكريّاً لا يمكنُ تجاهلُه، الأمرُ الذي يُفسّرُ لنا حرصَ معاويةَ بنَ أبي سُفيان على كسبِه إلى جانبِه، فقد كانَ زيادُ محسوباً على الإمامِ عليّ (عليه السّلام) وحاربَ في صفوفِه في معركةِ صفّين ضدَّ معاويةَ، يقولُ الدّينوريّ في الأخبارِ الطّوالِ ص 219: ".. ونشأ غُلاماً لقِناً ذهناً، عاقلاً أديباً، فأخرجَهُ المغيرةُ بنُ شُعبةَ معهُ إلى البصرةِ حينَ وليها مِن قِبلِ عُمر بنِ الخطّابِ، فاستكتبَهُ المغيرةُ. فلمّا وليَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ ولّى زياداً أرضَ فارس، فلمّا توجّهَ إلى صفّينَ كتبَ معاويةُ إلى زياد يتوعّدهُ، فقامَ زيادٌ في النّاسِ، فقالَ: (إنَّ ابنَ آكلةِ الأكبادِ ورأس النّفاقِ كتبَ إليَّ يتوعّدني، وبيني وبينُه ابنُ عمّ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم في تسعينَ ألف مُدجّجٍ مِن شيعتِه، أما واللهِ لئِن رامَني ليجدني ضرّاباً بالسّيفِ). فلمّا قُتلَ عليٌّ، واستدفَّ الأمرُ لمعاويةَ تحصّنَ زيادٌ بقلعةِ مدينةِ إصطخر، وكتبَ معاويةُ لهُ أماناً على أن يأتيه، فإن رضيَ ما يعطيه، وإلّا ردّهُ إلى متحصّنِه بتلكَ القلعةِ. فسارَ إلى معاويةَ، وترقَّت بهِ الأمورُ إلى أن ادّعاهُ معاويةُ، وزعمَ للنّاسِ أنّهُ ابنُ أبي سُفيان..." ممَّا يدلُّ على أنَّ زياداً وقعَ منهُ الإنحرافُ بعدَ أن قرّبَهُ معاويةُ، ولا إشكالَ في كونِه أحدَ عُمّالِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) فالإمامُ يحكمُ بينَ النّاسِ بحسبِ الظّاهرِ ولا يُحاسبُ النّاسَ بما ستؤولُ إليهِ أمورُهم، كما تعاملَ رسولُ اللهِ معَ بعضِ الصّحابةِ وأعطاهُم منَ المنزلةِ والمكانةِ ثمَّ انحرفوا وانقلبُوا بعدَ وفاتِه.
اترك تعليق