ان سيدة نساء العالمين فاطمة (ع) قد سبت الثاني وقالت له "يا ابن السوداء " ، هل لهذا مصدر، وهل صحيح كان او لا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لَم يثبُت ذلكَ عَن سيّدةِ النّساءِ فاطمةَ الزّهراءِ (سلامُ اللهِ عليها)، وإنّما جاءَت هذهِ العبارةُ في قولِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) عندَما أرادَ القومُ نبشَ قبرِ الزّهراءِ (عليها السّلام) ليُصلّوا عليها لأنَّ أميرَ المؤمنين سلامُ اللهِ عليه دفنَها سِرّاً وأخفى قبرَها بأربعينَ قبراً حتّى لا يُميّزَ القومُ قبرَها، فقَد ذكرَ المجلسيّ في البحارِ في الجُزءِ الثّالثِ والأربعين، كما وردَ أيضاً في دلائلِ الإمامةِ للطّبريّ حيثُ جاءَ فيه: "إنَّ المُسلمينَ لمّا علِموا وفاتَها جاؤوا إلى البقيعِ، فوجدوا فيهِ أربعينَ قبراً، فأشكلَ عليهم قبرُها مِن سائرِ القبورِ، فضجَّ الّناسُ ولامَ بعضُهم بعضاً وقالوا: لم يخلِف نبيُّكم فيكُم إلّا بنتاً واحدةً تموتُ وتُدفَن ولَم تحضروا وفاتَها والصّلاةَ عليها، ولا تعرفونَ قبرَها.
ثمَّ قالَ ولاةُ الأمرِ منهُم: هاتِ مِن نساءِ المُسلمينَ مَن ينبشُ هذهِ القبورَ حتّى نجدَها فنُصلّي عليها ونزورَ قبرَها، فبلغَ ذلكَ أميرَ المؤمنينَ (صلواتُ اللهِ عليه) فخرجَ مُغضباً قد إحمرَّت عيناهُ، ودرَّت أوداجُه وعليهِ قباهُ الأصفرُ الذي كانَ يلبسُه في كلِّ كريهةٍ، وهوَ مُتوكّئٌ على سيفِه ذي الفقارِ، حتّى وردَ البقيعَ، فسارَ إلى النّاسِ النّذيرُ وقالوا: هذا عليٌّ بنُ أبي طالب قَد أقبلَ كما ترونَه يُقسمُ باللهِ لئِن حُوّلَ مِن هذهِ القبورِ حجرٌ ليضعنَّ السّيفَ على غابرِ الآخر.
فتلقّاهُ عُمر ومَن معهُ مِن أصحابِه وقالَ له: مالكَ يا أبا الحسنِ واللهِ لننبُشنَّ قبرَها ولنُصلّينَّ عليها، فضربَ عليٌّ (عليه السّلام) بيدِه إلى جوامعِ ثوبِه فهزَّهُ، ثمَّ ضربَ بهِ الأرضَ، وقالَ لهُ: يا ابنَ السّوداءِ أمّا حقّي فقَد تركتُه مخافةَ أن يرتدَّ النّاسُ عَن دينِهم، وأمّا قبرُ فاطمةَ فوالذي نفسُ عليٍّ بيدِه، لئِن رُمتَ وأصحابَك شيئاً مِن ذلكَ لأسقينَّ الأرضَ مِن دمائِكُم، فإن شئتَ فأعرِض يا عُمر. فتلقّاهُ أبو بكرٍ فقالَ: يا أبا الحسنِ بحقِّ رسولِ اللهِ وبحقِّ مَن فوقَ العرشِ إلّا خلّيتَ عنهُ فإنّا غيرُ فاعلينَ شيئاً تكرهُه، قالَ: فخلّى عنهُ وتفرّقَ النّاسُ، ولم يعودوا إلى ذلكَ.
اترك تعليق