هل الاستمرار بارشاد اشخاص غير مهتمين بالدين وتنبيهم بالخطا هو "عبث" ؟ ام هو امر محبب لعلهم يتوبون؟
احد الشباب يقول نتحدث انا واصدقائي بالامور الفقهية والعقائدية وانبههم لبعض الاخطاء فنراهم يتفاعلون مع الكلام .....لكن عندما يذهبون الى اماكن التنزه او يلتقون باصدقاء غير مهتمين بالدين ينسون حتى دينهم .....فهل كلامي عبث معهم ام نستمر بصحبتهم والحديث معهم لعله يتوب الله عليه وعليهم .... ودمتم سالمين ببركة صاحب الزمان عج
السلام عليكم ورحمة الله
اذا كانَ المتحدّث معهم عالماً بالمسائل العقائدية والفقهية، وقد تعلمها من العلماء فليستمر على نصحهِ وإرشاده وتوجيهه لهم، بالمقدار الذي تعلمه، وليمارس الاسلوبَ اللين والهادئ ولتكن النصيحة أخوية، نابعةً من القلب، حتى تستقر في القلب، بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولا يهتمّ لعدم عملهم في بعض الأحيان بكلامه، فهذه طبيعة الإنسان، ينجذب الى الدنيا ومغرياتها، ثم يرجعُ ويلين قلبه إذا سمع موعظة من أخيه المؤمن، وهكذا ...
روى الكلينيّ بإسناده عن سلام بن المستنير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخلَ عليه حمران بن أعين وسأله عن أشياء ، فلما همّ حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام : أخبرك أطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك : أنّا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترقّ قلوبنا ، وتسلو أنفسنا عن الدنيا ، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا ! قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : إنما هي القلوب مرّة تصعب ، ومرّة تسهل ، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : أما إن أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله قالوا : يا رسول الله نخاف علينا النفاق ، قال : فقال : ولم تخافون ذلك ؟ قالوا : إذا كنا عند ك فذكرتنا ورغبتنا وَجِلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتى كأننا نعاينُ الآخرة والجنة والنار ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكادُ أن نحول عن الحالة التي كنّا عليها عندك ، حتى كأنا لم نكن على شيء ، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا إنّ هذه خطوات الشيطان فيرغبكم في الدنيا ، والله لو تدوموا على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً حتى يذنبوا ثم يستغفروا لله فيغفر لهم ، إنّ المؤمن مفتنٌ توّاب ، أما سمعت قول الله عز وجل : " إنّ الله يحبّ التوابين ويحبّ المتطهرين " وقال : " استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " . الكافي للكليني ج2 ص ٤٢٣ .
اترك تعليق