نسمع ونقرأ عن ظهر الكوفة، وانها مسجد الملائكة حينما سجدوا لادم ع، فهل توضحون لنا اين يقع ظهر الكوفة تحديداً.؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرُ الكوفة هي مدينةُ النجفِ الأشرف حالياً ، وتشملُ موضع قبر أمير المؤمنين (ع) ، ووادي السّلام ، وغيرهما ، كما ورد ذلك في العديد من المصادر والروايات . قال إبن منظور: والظَّهْرُ من الأَرض : ما غلظ وارتفع ، والبطنُ ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ . لسان العرب ج ٤ ص ٥٢٣ . وهذا يُفسّر سببَ تسميتها بالظهر . وقال ياقوت الحموي : وأمّا ظاهر الكوفة فإنّها منازلُ النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان . معجم البلدان ج ٤ ص ٤٩٣ . وأمّا الروايات : 1- روى الكلينيّ بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ القائم إذا قام بمكّة وأرادَ أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مُناديه : ألا يحمل أحدٌ منكم طعاماً ولا شراباً ، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير ، فلا ينزلُ منزلاً إلا إنبعث عينٌ منه ، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظامئاً روي ، فهو زادُهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة . الكافي الكُليني، ج 1 ص ٢٧٩ 2- وروى الكلينيّ بسنده عن صفوان الجمّال قال : كنتُ أنا وعامر وعبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله عليه السلام قال : فقال له عامر : جعلت فداك إنّ الناس يزعمون أنّ أمير المؤمنين عليه السلام دُفن بالرّحبة ؟ قال : لا ، قال : فأين دُفن ؟ قال : إنّه لما مات إحتملهُ الحسن عليه السلام فأتي به ظهر الكوفة قريباً منَ النجف يسرةً عن الغري يمنةً عن الحيرة فدفنه بين زكواتٍ بيض ، قال : فلمّا كان بعد ذهبت إلى الموضع ، فتوهّمت موضعاً منه ، ثم أتيته فأخبرته فقال لي : أصبتَ رحمك الله - ثلاثَ مرّات - . الكافي الكليني، ج 1 ص ٥٠٤ 3- روى الكلينيّ بسنده عن حبّة العرني قال : خرجتُ مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر فوقفَ بوادي السلام كأنّه مخاطبٌ لأقوام فقمت بقيامه حتى أعييتُ ثمّ جلستُ حتى مللتُ ثمّ قمتُ حتى نالني مثل ما نالني أوّلاً ثمّ جلست حتى مللت ، ثمّ قمت وجمعتُ ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين إنّي قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعةٍ ثم طرحتُ الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبّة إنْ هو إلا محادثةُ مؤمنٍ أو مؤانسته ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين وإنّهم لكذلك ، قال : نعم ولو كُشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً مُحتبينَ يتحادثون فقلت : أجسامٌ أم أرواح فقال : أرواح وما مِن مؤمنٍ يموت في بقعةٍ من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه : إلحقي بوادي السلام وإنّها لبقعةٌ من جنّة عدن . الكافي الكليني، ج 3 ص 247 . 4- روى الكلينيّ بسنده عن أحمد بن عمر رفعه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له : إنَّ أخي ببغداد وأخافُ أن يموت بها فقال : ما تبالي حيثما مات أما إنّه لا يبقى مؤمنٌ شرق الأرض وغربها إلّا حشر الله روحه إلى وادي السلام قلت له : وأين وادي السلام ؟ قال : ظهر الكوفة ، أما إنّي كأنّي بهم حلقٌ حلق قعودٌ يتحدّثون . الكافي الكليني، ج 3 ص 247 ، والطوسيّ في تهذيب الأحكام ج 1 ص516 بسنده عن مروان بن مسلم عن الإمام الصادق (ع) . 5- وروى الكلينيّ بسنده عن أبان بن تغلب قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمرّ بظهر الكوفة فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ تقدّم فصلى ركعتين ، ثم سار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين ، ثم قال : هذا موضعُ قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت : جُعلت فداك والموضعان اللذان صليتَ فيهما ؟ قال : موضع رأس الحسين (عليه السلام) وموضع منزل القائم (عليه السلام) . الكافي الكليني، ج 4 ص ٥٧٢ 6- روى الطوسي بسنده عن أبي مطر قال : لمّا ضربَ إبن ملجم الفاسق لعنه الله أميرَ المؤمنين (عليه السلام) قال له الحسن (عليه السلام) : أقتله قال : لا ولكن إحبسه فإذا متُّ فاقتلوه ، وإذا متُّ فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخويّ هود وصالح (عليهما السلام) . تهذيب الأحكام للطوسي ج ٦ ص ٣٣ - ٣٤ . 7- روى الطوسيّ بسنده عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أين دُفن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : دُفن في قبر أبيه نوح (عليه السلام) قلت : وأين قبر نوح ؟ الناس يقولون إنّه في المسجد قال : لا ذاك في ظهر الكوفة . تهذيب الأحكام للطوسي ج ٦ ص ٣٤ . 8- روى الطوسيّ بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديثٍ حدّث به أنّه كان في وصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام)، أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوّبت أقدامكم وإستقبلتكم ريحٌ فادفنوني وهو أوّل طورِ سيناء ، ففعلوا ذلك . تهذيب الأحكام للطوسي ج ٦ ص ٣٤ . وغيرها منَ الروايات الكثيرة التي ذكرَت ظهرَ الكوفة بما يدلُّ أنّها هي مدينة النجفِ الأشرف حالياً .
اترك تعليق