رأيُ إبن طاووس في عبدِ الله بن سبأ
هل السيد ابن طاووس يقول بأنّ عبدالله بن سبأ من خواص أمير المؤمنين (ع)؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم نظفَر بهذا الرّأي للسيّدِ إبنِ طاووس بعدَ البحثِ - حسبَ طاقتِنا - في كُتبِه، ونستبعدُ ذلكَ جدّاً، فابنُ سبأ رأسُ الغُلاةِ في الإسلامِ، ملعونٌ إدّعى الألوهيّةَ لأميرِ المُؤمنين (ع)، فاستتابَه الإمامُ (ع) ، فلَم يتُب ، فأحرقَه.
والشّيعةُ الإماميّةُ - تبعاً لأئمّتِهم (ع) - مُجمعونَ على كفرِ عبدِ اللهِ بنِ سبأ، والبراءةِ منه ولعنِه .
فمنَ الرّواياتِ: ما رواهُ الكشيّ بسندٍ صحيحٍ عَن هشامٍ بنِ سالمٍ، قالَ: سمعتُ أبا عبدِ الله عليه السّلام يقولُ وهو يحدّثُ أصحابَه بحديثِ عبدِ اللهِ بنِ سبأ وما إدّعى منَ الرّبوبيّةِ في أميرِ المؤمنينَ عليٍّ بنِ أبي طالب، فقالَ: إنّه لمّا إدّعى ذلكَ فيه إستتابَه أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام فأبى أن يتوبَ فأحرقَه بالنّار .
وروى بسندٍ مُعتبرٍ عنِ الإمامِ الصّادق (ع) قالَ: لعنَ اللهُ عبدَ اللهِ بنَ سبأ أنّه إدّعى الرّبوبيّةَ في أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام وكانَ واللهِ أميرُ المؤمنينَ عليه السّلام عبداً للهِ طائعاً، الويلُ لمَن كذبَ علينا وإنَّ قوماً يقولونَ فينا ما لا نقولُه في أنفسِنا، نبرأُ إلى اللهِ منهُم نبرأ إلى اللهِ منهم.
وروى بسندٍ صحيحٍ عن أبي حمزةَ الثّمالي ، قالَ : قالَ عليُّ بنُ الحسين عليهما السّلام لعنَ اللهُ مَن كذبَ علينا ، إنّي ذكرتُ عبدَ اللهِ بنَ سبأ فقامَت كلُّ شعرةٍ في جسدي ، لقد إدّعى أمراً عظيماً ماله لعنهُ الله ، كانَ عليٌّ عليه السّلام واللهِ عبداً للهِ صالحاً ، أخو رسولِ الله ، ما نالَ الكرامةَ منَ اللهِ إلّا بطاعتِه للهِ ولرسولِه ، وما نالَ رسولُ الله ( ص ) الكرامةَ منَ اللهِ إلّا بطاعتِه للهِ . (رجالُ الكشّيّ : 1 / 323)
أقوالُ علماءِ الشّيعة :
قالَ الشّيخُ الطّوسي : عبدُ اللهِ بنُ سبأ، الذي رجعَ إلى الكُفرِ وأظهرَ الغلوّ . (رجالُ الطوسي ص75)
وقالَ العلّامةُ الحلّي : عبدُ اللهِ بنُ سبأ - بالسّينِ المُهملةِ ، والباءِ المُنقّطةِ تحتَها نقطةٌ واحدةٌ - غالٍ ملعون ، حرقَه أميرُ المؤمنين ( عليه السّلام ) بالنّار ، كانَ يزعمُ أنّ عليّاً ( عليه السّلام ) إلهٌ ، وأنّه نبيٌّ لعنَه الله . (خلاصةُ الأقوالِ ص372)
وقالَ إبنُ داودَ الحلّيّ : عبدُ اللهِ بنُ سبأ ( جخ ) رجعَ إلى الكُفرِ وأظهرَ الغلوّ ( كش ) كانَ يدّعي النبوّةَ وأنّ عليّاً عليه السّلام هوَ اللهُ ، فاستتابَه عليه السّلام ( ثلاثةَ أيّامٍ ) فلَم يرجِع فأحرقَه في النّارِ في جُملةِ سبعينَ رجُلاً إدّعوا فيه ذلكَ . (رجالُ إبنِ داود 254)
وقالَ السّيّدُ أحمد بن طاووس : عبدُ اللهِ بنُ سبأ : غالٍ ملعون ، حرقَه أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام بالنّار ، كانَ يزعمُ أنّ عليّاً [ عليه السّلام ] إلهٌ ، وأنّه نبيٌّ لعنَهُ اللهُ تعالى . (التّحريرُ الطّاووسيّ ص346)
وكلماتُ بقيّةِ علماءِ الرّجالِ تدورُ حولَ هذهِ التّصريحاتِ .
اترك تعليق