ممكن تفسير هذه الايه الكريمه بسم الله الرحمن الرحيم ((إمّا يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ))

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة الله: 

المُرادُ مِن هذهِ الآيةِ ( إمّا يبلغنَّ عندكَ الكبرَ أحدُهما أو كلاهُما )، يعني به الكبرَ في السّنِّ ، والمعنى: إنْ عاشا عندكَ أيّها الإنسانُ المُخاطبُ حتّى يكبُرا ، أو عاشَ أحدُهما حتّى يكبُرَ ، يريدُ إنْ بلغا في السّنِّ مبلغاً يصيرانِ بمنزلةِ الطّفلِ الذي يحتاجُ إلى مُتعهّدٍ، وخصَّ حالَ الكِبرِ ، وإن كانَ منَ الواجبِ طاعةُ الوالدينِ على كلِّ حالٍ ، لأنّ الحاجةَ أكثرُ في تلكَ الحالِ إلى التّعهّدِ والخدمةِ، وإنّما خصَّ ذلكَ اليومَ لأنّهُ لا يملكُ فيهِ أحداً سواهُ. وقيلَ: إنَّ الكبرَ في الآيةِ راجعٌ إلى المُخاطبِ أي : إن بلغتَ حالَ الكِبرِ، وهوَ حالُ التّكليفِ، وقد بقيَ معكَ أبواكَ أو أحدهما . ( فلا تقُل لهُما أفٍّ ) * ورويَ عن عليّ بنِ موسى الرّضا ، عَن أبيهِ ، عن جدِّه أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام قالَ : لو علمَ اللهُ لفظةً أوجزَ في تركِ عقوقِ الوالدينِ مِن ( أُفٍّ ) لأتى به. وفي روايةٍ أخرى عنهُ قالَ: أدنى العقوقِ ( أفٍّ)، ولو علمَ اللهُ شيئاً أيسرَ منهُ وأهونَ منه ، لنهى عنهُ. وفي خبرٍ آخر : فليعمَل العاقُّ ما يشاءُ أن يعمَل ، فلن يدخُلَ الجنّةَ. فالمعنى لا تؤذهما بقليلٍ ولا كثير . قالَ مُجاهدُ : معناهُ إنْ بلغا عندكَ منَ الكبرِ ما يبولانِ ويُحدثانِ، فلا تتقذّرهما ، وأَمِطْ عنهُما كما كانا يُميطانِ عنكَ في حالِ الصّغرِ. [ينظر: تفسيرُ مجمعِ البيانِ، للشّيخِ الطّبرسيّ، ج ٦/ص ٢٤٠)]. ودمتُم سالِمين.