ما هو معنى الإغواءِ الواردِ على لسانِ إبليسَ (لعنه الله) في قوله تعالى: قال فبما أغويتني لأقعدَنَّ لهم صراطكَ المستقيم
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته:
قيلَ في معناه أقوال: أحدها : أنّ معناه : بما خيّبتني من رحمتكَ وجنّتكَ ، كما قال الشاعر :
فمنْ يلقَ خيراً يحمدُ الناسُ أمره * ، ومنْ يغوِ لا يعدم على الغيّ لائما. أي : من يخب.
وثانيها : أنّ المرادَ امتحنتني بالسّجود لآدم فغويتُ عنده ، فلذلك قال : ( أغويتني ) كما قال : ( فزادتهم رجساً إلى رجسهم ).
وثالثها : أنّ معناه حكمتَ بغوايتي ، كما يقال : أضللتني؛ أي حكمتَ بضلالتي ، عن ابن
عبّاس ، وابن زيد.
ورابعها : أنّ معناه أهلكتني بلعنكَ إيّايَ ، كما قال الشاعر : مُعطّفَة الأثناء ليس فصيلها برازئها دَرّاً ولا ميت غوى. أي ولا ميت هلاكاً بالقعود عن شرب اللبن ، ومنه قوله ( فسوف يلقون غيّاً). أي : هلاكاً وقالوا : غوى الفصيلُ : إذا فقد اللبنَ فمات ، والمصدرُ غوى مقصور.
وخامسها : أن يكون الكلامُ على ظاهره من الغواية ، ولا يبعدُ أن يكون إبليس قد
اعتقد أنّ الله تعالى يغوي الخلقَ بأن يضلّهم ، ويكون ذلك من جملة ما كان اعتقدهُ من الشرِّ.[ينظر: تفسير مجمع البيان، للشيخ الطبرسيّ، (ج ٤/ص ٢٢٧).ودُمتم سالمين.
اترك تعليق