كيف نرد على من يقول بأنّ تقبيل التربة شرك بالله ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لعلّ مرادَ السائلِ هو تقبيلُ التربةِ الحسينية ، فإنّ الشيعة يقبّلونها تبرّكاً بها ، وتعظيماً للإمام الحسين (ع) الذي استشهدَ في كربلاء .
ولم يقل أحدٌ من المسلمينَ أنّ تقبيلَ التراب شرك ، نعم إذا كان التقبيلُ بإعتقادِ ألوهية التربة ومن ثمّ عبادتِها ، فهو شرك ، ولكن نحن الشيعة لا نعتقدُ بألوهية التراب ، ولا نسجدُ عليها بنيّةِ العبادة ، فنحن لا نسجدُ للتراب ، وإنما نسجدُ على التراب ، كما أنّ كثيراً من المسلمين يسجدونَ على الأرضِ أو السّجادة أو الفرش ، فهل يسجدونَ عليها أم أنهم يسجدونَ لها ؟!
وأمّا تقبيلُ التربة الحسينية ، تربة كربلاء ، فقد قبّلها رسولُ الله (ص) ، فنحن نقتدي برسول الله (ص) ، كما وردَ ذلك في بعض الروايات من طرق أبناءِ العامة .
روى الحاكمُ بسنده عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أمّ سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله اضطجعَ ذات ليلةٍ للنوم فاستيقظ وهو حائرٌ ثم اضطجعَ فرقد ثم استيقظ وهو حائرٌ دونَ ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجعَ فاستيقظ وفي يدهِ تربة حمراءُ يقبّلها فقلت ما هذه التربة يا رسولَ الله قال أخبرني جبريل (عليه الصلاة والسلام) أنّ هذا يقتلُ بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرضِ التي يقتل بها فهذه تربتها .
قال الحاكم : هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
ووافقهُ الذهبي .
(المستدركُ على الصّحيحين وبهامشه تلخيصُ الذهبي : 4 / 398، والمعجم الكبير للطبراني : 3 / 109 و: 23 / 308 ، تاريخ دمشق لابن عساكر : 14 / 191، دلائلُ النبوة للبيهقي : 6 / 468 ، ترجمةُ الإمام الحسين من طبقات إبنِ سعد ص44 ، البداية والنهاية لابن كثير : 6 / 257)
اترك تعليق