هل كل ما يدور في ذهني أحاسب عليه ؟

: السيد رعد المرسومي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: منَ المُسلّمِ بهِ أنَّ الحسابَ يومَ القيامةِ لا يكونُ على ما يدورُ في ذهنِ المُكلّفِ، وإنّما يكونُ على أعمالِه التي قامَ بها في هذهِ الدّنيا الفانية، وإنَّ كلَّ إنسانٍ ينالُ نتيجةَ أعمالِه التي إقترفَها في هذهِ الحياةِ، ويؤيّدُ ذلكَ عدّةُ آياتٍ قُرآنيّةٍ، منها: قوله تعالى: (…وَلَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنتُم تَعمَلُونَ )، وقوله تعالى: (…ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُور )، وكذلكَ قوله تعالى :( يَومَئِذ يَصدُرُ النّاسُ أَشتاتاً ليُرَوا أَعمالَهُم )، وغيرُها منَ الآياتِ التي في هذا الصّددِ. وينبغي للمُكلّفِ أن يُراعي في ذلكَ ما وردَ في الحديثِ الشّريفِ عنِ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله أنّه قالَ: (نيّةُ المؤمنِ خيرٌ مِن عملِه ونيّةُ الكافرِ شرٌّ مِن عملِه)، ليعرفَ منهُ أينَ مكانه مِن هذا الحديثِ الشّريفِ، لئلّا يقعَ في المحذورِ مِن قولِه تعالى: ﴿وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً اِلآَّ أَحصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عملوا حاضراً، ولا يظلمُ ربّكَ أحداً). ودمتُم سالِمين.