إشكال من ملحد: إنّ عدم فناء الطاقة دليل بطلان القول بأنّ الله موجد للكون.

يقول علماء الفيزياء نحن نرفض مقولة المادة وسوف نقول طاقة بشكل عام، لأن الطاقة أزلية وأبدية، وقانون الطاقة الأول يؤكد ذلك، حيث يقول أن الطاقة لاتفنى ولاتستحدث من العدم ولكن يمكن تغير شكلها، أي حتى إذا حطمنا الطاقة فإنها سوف تتفرق ولاتتبدد، وهذا أيضاً ماتقوله مبرهنة نويثر.

: اللجنة العلمية

تقرير الإشكال: 

إن مبدأ انحفاظ الطاقة الذي ينص على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، خير دليل على بطلان القول بأن الله أوجد الوجود من العدم، بل الطاقة وجودها أزلي قديم.

جواب الإشكال اجمالا: ان قانون انحفاظ الطاقة لا دليل عليه، مع اننا لو سلمنا به فهو دليل على وجود الله لا العكس. 

جواب الإشكال تفصيلاً: 

أولاً: ما الدليل على صحة هذا القانون؟، سيقولون: إن التجربة المتكررة أثبتت صحة هذا القانون.

الجواب عليه: إن التجربة مهما تكررت فهي لا تورث القطع بتعميم النتيجة على جميع الحالات المماثلة، لأنها - أي التجربة - من الأمور الإستقرائية، والإستقراء في هكذا مجالات يبقى ناقصاً، والإستقراء الناقص لا يورث يقيناً باتفاق الفلاسفة والعقلاء، حتى من غير المسلمين كـــ (دافيد هيوم) وغيره، فأنت مهما جربت تمدد الحديد بالحرارة لا تكون النتيجة قطعية على كلّ الحديد الموجود في الطبيعة، نعم غاية ما تعطيه الإطمئنان بذلك، والإطمئنان غير القطع.

ثانياً: لو سلّمنا بسلامة مبدإ الطاقة لا تفنى ولا تستحدث، وقلنا بصحته، فهو دليل على وجود الله لا العكس، وذلك لأننا نسأل القائلين بهذا المبدأ عن مصدر الطاقة الأولى من أين جاء؟، إنْ قالوا هو أزلي، وقد قالوه فعلاً، قلنا لهم: فذلك هو الله المصدر لكل خير والمنبع لكل موجود، غاية ما في الأمر أنتم تسمونه (الطاقة الأولى)، ونحن نسميه (الله)، فالنزاع إذن لفظي ليس إلا. 

وإنْ قلتم إن للطاقة الأولى مصدر آخر، ولنسمه الطاقة الثانية، سألناكم عن مصدر الطاقة الثانية، أهو أزلي أم له مصدر أيضاً، إنْ قلتم أزلي، لزمتكم الحجة بوجود الله كما أشرنا قبل قليل، وإن قلتم للمصدر الثاني مصدر ثالث، كررنا عليكم السؤال حتى ينتهي بكم الأمر إلى أحد أمرين، وهما إما أنْ تقولوا بالتسلسل الباطل، أو تقولوا بوجود الله.

خلاصة الجواب: 

1- إن دليل انحفاظ الطاقة ظني، ولو بالغنا به فهو إطمئناني وليس قطعي.

2- إن التسليم بهذا القانون تسليم بوجود الله كما اتضح في التفصيل.