ملحد: نريد دليلاً على نسق شفرة أوكام في إثبات وجود الله.
نص الإشكال: ما هو الدليل العلمي الذي يوافق شفرة اوكام على وجود الله، علماً أنّ شفرة أوكام هي تفسير كلّ شيء بشكل بسيط.
تقرير الاشكال:
نريد دليلاً من الناحية العلمية والفلسفية على وجود الله بشكل بسيط ومن دون الدخول في بيان معقد ومطول.
الجواب الإجمالي:
أولاً: إنّ علماء الكلام والعقيدة، قد أقاموا براهين واضحة جداً ومختصرة - ما أمكنهم ذلك - على وجود الله تعالى، وقد دأبت الشريعة على ذلك في الكتاب والسنّة.
ثانياً: إنّ التفصيل والتعقيد في بعض البراهين جاء بعد أنْ دخلتْ المدارس الكلاميّة المناوئة للإسلام.
ثالثاً: هنالك براهين بطبيعتها تقتضي التعقيد.
رابعاً: من أبسط الأدلة على وجود الله، إتقان ونظم الكون، فإنه خير دليل على وجود صانع متقن بل مبدع، إذ الأثر يدل على المؤثر.
الجواب التفصيلي:
أولاً: إنّ هذه الشفرة هي شفرة الإسلام لا "أوكام ", فهذا إمام البلغاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل أكثر من ألف وثلاث مائة عام يقول:
1- أبلغ البلاغة ما سهل في الصواب مجازه وحسن إيجازه.
2- أحسن الكلام ما زانه حسن النظام، وفهمه الخاص والعام.
3- أحسن الكلام ما لا تمجه الآذان، ولا يتعب فهمه الأفهام.
4- خير الكلام ما لا يملّ ولا يقلّ.
وأما "وليام أوكام" الذي تنسب له هذه الشفرة والتي تنص على " ابسطُ جوابٍ هو على الغالب صحيح ". فهو متأخر عنا بعشرات القرون.
ثانياً: إنّ البراهين التي أقامها متكلمو المسلمين على أقسام، منها:
1 - ما هو وجداني مسلم لدى الكل ويفهمه أبسط الناس.
2 - ومنها ما يفهمه خواص الناس.
وإلا فماذا نسمي هذا الدليل {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (لقمان:11)، أ ليس هذا دليل على وجود الله الواحد وبأبسط الأساليب؟
ودونكم هذا الدليل أيضاً: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء:22)، وغيره عشرات الأدلة، أ ليست هذه الأدلة هي من خير الكلام وبأخصر الألفاظ على وجود الله؟
ثالثاً: إنّ التعقيدات التي طرأت على بعض البراهين ناتج عن تعقيد إشكال المستشكل، خصوصاً وأنّ الكثير من الإشكالات العقائدية هي بالحقيقة من المغالطات المنطقية.
رابعاً: أبسط دليل وبرهان على وجود الله هو دقة وإتقان المصنوع، فهو دليل دقة صانعه تبارك وتعالى، إذ لكلِّ أثر مؤثر.
خلاصة الجواب:
1- إنّ الشفرة المشار إليها هي للإسلام وليستْ لأوكام.
2- إنّ البراهين التي أقامها الكتاب والسنة، والعلماء، على وجود الله، ما هي إلاّ براهين مبسطة، تُناغم الوجدان إلى حدِّ التسليم.
3- إنّ تعقيد بعض البراهين ناجم عن تعقيد إشكال المستشكل وتغليفه بكلام مما يجعله يشبه الإستدلال، الأمر الذي يقضي بلزوم بسط الكلام والنقض والإبرام، لبيان أنّ هذا الدليل الذي أقامه المستشكل من المغالطة، أو من المصادرة.
اترك تعليق